للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

محاضرة للأستاذ ساطع الحصري بك

كان معالي الأمير مصطفى الشهابي قد ألقى محاضرة قيمة في جمعية الوحدة العربية موضوعها ما هي الأمة العربية، ومن هو العربي.

وقد غاص المحاضر في أعماق التاريخ القديم والحديث، رجال بين الآشوريين والفينيقيين وأثبت انهم من العرب كما أثبت أن أقباط مصر عرب أيضاً، ثم استعرض تاريخ كل أمة من هذه الأمم في أسلوب رفيع وعرض بديع ولا على غزارة علمه، وإحاطته بموضوعه وانتقل إلى تعريف العربي فعرفه بأنه هو كل من يتكلم العربية ويشارك الأمة العربية آلامها وآمالها ومصالحها. وقد أدى هذا التعريف إلى نقاش حاد عقب المحاضرة تشعبت نواحيه واشترك فيه عدد من الحاضرين الذين كان من بينهم سعادة العلامة الكبير الأستاذ ساطع الحصري بك، فشخصت إليه الأبصار تسأله التعقيب على المحاضرة، والإجابة عن بعض الأسئلة، وتفصيل ما أجمله معالي الأمير، وتلبية لرغبة الحاضرين تفضل سعادته بإلقاء محاضرته في الجمعية نفسها يوم الثلاثاء ١٢ ديسمبر.

وقد استهل الأستاذ محاضرته ببيان انقسام الأمة العربية إلى دول عديدة وشعوب مختلفة، واستطرد من ذلك إلى توضيح الفرق بين الدولة والأمة. وفحوى ما قاله في ذلك أن بين العلماء اختلافاً في الرأي على صحة التعبير بالدولة عن الأمة والعكس، ففريق يرى دلالة الكلمتين على معنى واحد، وآخر يرى دلالة كل كلمة على معنى خاص. وبتمحيص الرأيين يتبين أن ما ذهب إليه الفريق الأول يصح بالنسبة إلى بعض الدول التي تنتمي إلى أمة واحدة ولا يصح بالنسبة للدول التي تنتمي إلى أمم متعددة، في حين أن ما ذهب إليه الفريق الثاني يصح بالنسبة لكل الدول، ومثل بولونيا التي هاجمتها ثلاث دول وتمكن المهاجمون من إزالة الدولة البولونية ولكنهم عجزوا عن إزالة الأمة البولونية التي ظلت محتفظة بكيانها.

وانتقل المحاضر بعد ذلك إلى بيان معنى الجنسية فبين أن لها معنيين: الجنسية بالمعنى القانوني وهي التي ينحصر البحث فيها في نطاق الدولة ولا يشمل الأمة. والجنسية بمعنى القومية.

<<  <  ج:
ص:  >  >>