للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[طبقات الحنابلة]

لابن رجب عبد الرحمن بن أحمد المتوفى سنة ٧٩٥هـ

نشره الدكتور سامي الدهان

للأستاذ إبراهيم الابياري

الطبقات - ولا ضير أن أميل بك نحو اللغة ميلة - جمع طبقة بفتح فسكون، ومعناها ما تعرف. . القوم المتشابهون. ويكاد يكون الناظر في هذا التصنيف بادئ ذي بدء رجال الحديث ومن لفة لفهم. فعن هذه الطبقات المحدثة الرواية نقل إلى المسلمين تراثهم الديني الخالد. ولهذا الأمر خطر. فلا غرو أن تسبق العناية به غيرها في نواحي أخرى، ويسبق المحدثون إلى الرواة يميزونهم على الأسنان واللقيا والسبق إلى الإسلام، أمنا للشبهات وتخلصا من التدليس

ونعرف في الطليعة أبن سعد المتوفى سنة ٢٣٠ بكتابه الطبقات الكبرى، أو طبقات الرواة كما يقول حاجي خليفة. ثم حذا حذوه أبن عبد البر وأبن منده وأبو نعيم وأبن الأثير وأبن حجر

ونرى الأدب يجري مع الحديث في هذا الميدان. فإن أبن سلام صاحب طبقات الشعراء مات سنة ٢٣٢ أي بعد أبن سعد بعامين والرجلان بصريا النشأة، جاران في الحياة، وكلاهما له كتاب في الطبقات، هذا في الحديث وذاك في الشعر، وسبق عامين يكاد لا يرجح، ولكن طبيعة الفكرة وما توحي به وتدعو إليه يجعلنا مع ما سبقنا بظن، وهو أن السبق في هذا للمحدثين، وأن هذا العمل بتلك البابة أدنى وأشبه، ومع غيرها محاولة المقلد، وأن أبن سلام مشاكل لا مبدع وأنه ألتقط الفكرة التقاطا ثم أخضع لها ما يملك من تراث الشعراء فصنفهم طبقات

ثم شاع هذا النوع من التأليف فلم يقف عند رجال دون رجال، ولا عصر دون عصر؛ وخرج عن غرضه الأول إلى منهج المؤرخين لولا ما يزيده من ضم المترجم لهم إلى فئات

وتكاد تكون طبقات المذاهب الأربعة من هذا، وإن حملت في سنيها الأولى ظلا من ذلك المعنى الذي حدا المحدثين إلى وضع رجالهم على طبقات. فالمتصلون بأئمة المذهب

<<  <  ج:
ص:  >  >>