للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في الأدب العربي]

شوقي

١٣٥١هـ - ١٩٣٢م

للأستاذ عبد العزيز البشري

هو أحمد شوقي بك بن أحمد شوقي بك. ولد بالقاهرة ونشأ فيها. وقد حدث عن نفسه في مقدمة الطبعة الأولى لديوانه (الشوقيات) قال: (سمعت أبي يرد أصلنا إلى الأكراد فالعرب، ويقول إن والده قدم هذه الديار يافعاً يحمل وصاة من أحمد باشا الجزار إلى والي مصر محمد علي باشا. . . فادخله الوالي في معيته، ثم تداولت الأيام، وتعاقب الولاة الفخام. وهو يتقلد المراتب العالية، ويتلقب في المناصب السامية، إلى أن أقامه سيعد باشا أميناً للجمارك المصرية). ثم ذكر طرفاً عن سيرة جده لوالدته إلى أن قال عن نفسه: (أنا إذن عربي، تركي، يوناني، جركسي).

وقد كفلته من المهد جدته لأمه، وكانت في يسر ونعمة، على حين أتلف أبوه ما ورثه عن أبيه. ولقد كانت جدته تيك من وصائف قصر الإمارة في عهد إسماعيل. قال: (حدثتني (يريد جدته) إنها دخلت بي على الخديو إسماعيل، وأنا في الثالثة من عمري، وكان بصري لا ينزل عن السماء من اختلال أعصابه، فطلب الخديو بدرة من الذهب، ثم نثرها على البساط عند قدميه، فوقعت على الذهب اشتغل بجمعه والعب به، فقال لجدتي اصنعي معه مثل هذا فانه لا يلبث أن يعتاد النظر إلى الأرض. قالت هذا دواء لا يخرج إلا من صيدليتك يا مولاي. قال جيئي إلي به متى شئت.

فلما بلغ الأربعة أدخل في مكتب الشيخ صالح، وكانت نشأته في خط الحنفي، وقد جاز بعد ذلك متفوقاً بارعاً مرحلتي التعليمين الابتدائي والثانوي. فلما تقدم إلى مدرسة الحقوق اعتل ناظرها عليه لصغر سنه. على انه دخلها ودرس بها عامين. وكان قد أنشئ فيها قسم للترجمة، فعدل إليه ولبث فيه سنتين أخريين، وأحرز الإجازة النهائية. وألحقه المرحوم الخديو توفيق بمعيته. ثم أشخصه على نفقته إلى فرنسا ليدرس الحقوق والآداب الفرنسية، على أن يقضي عامين في مدينة (منبلييه)، وعامين في باريس. حتى إذا أحرز الشهادة

<<  <  ج:
ص:  >  >>