لقد اصبح من السهل تشخيص هذه الحالات المرضية، التي تعتري النبات، نتيجة لحرمانه من الزنك، وذلك بعد التجارب العديدة التي أجريت، والملاحظات القيمة التي أبديت، وبعد أن ظهر جلياً أن علاج هذه الأعراض لا يكون إلا بإعطائه حاجته من الزنك، على أن يكون ذلك بإحدى الطرائق التي سنوردها فيما بعد.
وأظهر هذه الأعراض ما يعتري الأشجار التي تتساقط أوراقها خريفاً، وذلك بأن تظهر الأوراق عند حلول الربيع، في قمم الأفرع الصغيرة، لا يتجاوز طول الورقة بوصة، ويكون عرضها نحو ربع البوصة، وهي إلى جانب ذلك محمرة اللون، جافة قليلاً، قصيرة العنق، مبقعة في الغالب. وقد تكون هذه الأفرع ذاتها محملة في غير قممها بأوراق سليمة لا أثر لهذه الأعراض عليها؛ بيد أن مقاومة هذه الأجزاء مؤقتة، أي أنها لا تستطيع متابعة النمو الطبيعي مدة طويلة، وفي الحالات الشديدة تظهر الأعراض نفسها عليها هي الأخرى، فترى أوراقها صغيرة مبقعة ذات أشكال غير طبيعية. وقد لوحظ أن مثل هذه الأشجار قد تذوى وتموت بعد عام أو عامين على الأكثر، وإن أظهر بعضها مقاومة مرض الحرمان من الزنك مدة أطول.
وفي الحق أن هذه الأعراض تختلف باختلاف الأشجار أو النبات، فهي في المشمش غيرها في الكريز أو التفاح والجوز واللوز والموالح وغيرها، وما ذلك إلا لأن درجة الاحتمال ليست واحدة، حتى إنه ليصعب على غير ذي الدربة تمييز هذا المرض من غيره إذ تشابه أعراضه أعراض سواه.
كما أن من المحقق أن ثمار مثل هذه الأشجار المصابة لا تكون طبيعية الشكل والحجم، فالخوخ والبرقوق تكون ثمارها صغيرة مفرطحة ومدببة أطرافها، كذلك المشمش والليمون.