للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أناشيد صوفية]

جيتانجالي

للشاعر الفيلسوف طاغور

بقلم الأستاذ كامل محمود حبيب

- ٨٢ -

يا أماه، سأنظم من عبراتي. . . عبرات الأسى. . . عقداً جميلاً أزين به جيدك

لقد أحسنت الكواكب صنعة الخلاخيل الضوئية لتزين بها قدميك، ولكن عقدي سيكون على صدرك

إن الثراء والشهرة هما بعض نفحاتكِ، وهما لك حين أمنح وحين أمنع؛ ولكن أشجاني هي لي وحدي، وحين أقدمها إليك تبدلينني بها عطفاً وحناناً

- ٨٣ -

إنها غصة الانفصال هي التي تنتشر في أرجاء العالم فتحور في الفضاء اللانهائي أشكالاً وفنوناً عديدة

إنه أسى الانفصال هو الذي ينبعث - في صمت الليل - من نجم إلى نجم ثم يرتد إلى لحن بين حفيف الأوراق في حلوكة الليالي المطيرة من شهر يوليه

إنه الألم العميق الذي يهبط إلى قرار الحب والرغبة، إلى الآلام والأفراح في دور الناس. وإنه هو الذي يذوب دائماً فيفيض في قلبي الشاعر ألحاناً

- ٨٤ -

حين يخرج الجند - لأول مرة - من فناء سيدهم، أين كانوا يخفون قوتهم؟ أين كانت دروعهم والسلاح؟

لقد كانوا يبدون مساكين لا حول لهم ولا جاه، وهم يحملون القِسي والسهام أول ما خرجوا من فناء سيدهم

وحين يرتدون إلى فناء سيدهم، أين يوارون قواتهم؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>