للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقد طرحوا السيف جانباً، وألقوا القوس والسهم، وعلى جباههم ترف نسمات السلام؛ غير أنهم خلفوا من ورائهم ثمار حياتهم حين ارتدوا إلى فناء سيدهم

- ٨٥ -

إن الموت، وهو خادمك، يقف ببابي. لقد اجتاز البحر المجهول ليبلغني رسالتك

الليل داج، وقلبي ينتفض من أثر الرعب. . . ولكني سأحمل مصباحي، وأفتح بابي، وأرحب به، لأنه هو رسولك الذي يقف ببابي

سأتوسل إليه في ذلة وأسكب الدمع أمامه. سأتوسل إليه، وأضع كنز قلبي عند قدميه

سيرتد وقد أتم عمله ونشر ستاراً حالكاً على صباحي، ونفسي الضعيفة ما تنفعك في داري الموحشة لتكون قرباني الأخير إليك

- ٨٦ -

وفي أمل اليائس انطلقت أفتش عنها في زوايا حجرتي فما وجدتها

إن داري صغيرة، وما فقد منها قل أن يعود ثانية

ولكن اللانهاية - يا سيدي - هي قصرك المشيد، وحين رحت أفتش عنها وقفت ببابك

وفي الليلة الظلماء وقفت تحت عرشك الذهبي. . . تحت سمائك ورفعت بصري إلى وجهك

جئت إلى حافة الأبدية حيث لا شيء يغني. . . لا الأمل ولا السعادة ولا وجهك وهو يتراءى من خلال العبرات

أوه، أغمس حياتي الخاوية في هذا الخضم، وأغمرها في أعماق الكمال ثم دعني استشعر - مرة واحدة - اللذة المفقودة في لمسة من لمسات خلود العالم

- ٨٧ -

يا إله المعبد الخَرب! قد انقطعت أوتار القيثارة التي أوقع عليها لحن الثناء عليك، والنواقيس - في سكون الليل - لا تعلن عن ميعاد الصلاة لك؛ والهواء حواليك ساكن هادئ

لقد هبت نسمات الربيع في مسكنك الخالي وفي عطفيها سيل من الزهور. . . الزهور التي لا تقدم إلا في أوقات عبادتك

<<  <  ج:
ص:  >  >>