للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[هذا العالم المتغير:]

دمك يؤثر على تفكير عقلك

للأستاذ فوزي الشتوي

مخك يتأثر بغذائك:

إلى أي مدى يظل عقلك أداة مفكرة تسيطر على عضلات جسمك، إذا تعرض للحرارة أو البرودة أو نقص غذاؤه من الأوكسجين أو السكر أو الكالسيوم أو غيرها من المواد؟

موضوع جديد، واسع الآفاق، عسير الفهم. ولكن العلماء يد ركون أهميته البالغة، ويعرفون إن المخ البشري مثل جهاز اختبار محكم لا يكل لحظة عن الحركة. فهو يتلقى المؤثرات الخارجية أو الداخلية المختلفة، ويحللها واحدة واحدة ثم يعطى أوامره للاستجابة المناسبة لكل منها أيضاً. ودراسة هذه الحركة الدائمة تتبع علماً حديثاً نسميه بكيمياء العقل. فكلما تغيرت نسب المواد الكيميائية في المخ تغيرت أيضاً استجابات الإنسان، وآراؤه، وشخصيته وأخلاقه، وقدرته العقلية من ذكاء أو غباوة فهل تعرف مثلاً إن مخ الوليد أفقر في المواد الحديدية من مخ البالغ؟ وإن أقصر العقل عن أداء وظائفه إنما ينطوي على نقص في عناصره المعدنية؟

أكتشف ابراهام ميرسون وليو الكسندر الأخصائيان في الأمراض العقلية هاتين الحقيقتين بتعريض أنسجة المخ إلى أشعة المرقب الطيفي الكاشفة: وقاس آخرون مواد العقل الكيميائية في حالات اضطرابه فوجدوها ناقصة في بعض أنواع الكبريت والحديد.

الماء في المخ

وكميات الماء في المخ عامل جوهري في أداء وظائفه وتقرير ملكانه. فإن زاد أو قل عن النسب المعقولة أدى إلى كوارث لا يقتصر أمرها على نقص القدرة العقلية بل يسفر عن هذيان وذهول وإغماء. فإن الماء في المخ يحتفظ بالمواد الكيميائية في محاليل ذات نسبة معينة من التركيز، وأي زيادة أو نقص في كمية الماء تزيد تركيز المحاليل الكيميائية أو تنقصها مما يؤدي إلى اضطراب التفكير.

وزيادة الحوامض أو القلويات في المخ ذات تأثير وقتي في الغالب، ولكن المخ القلوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>