للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

للأستاذ عباس خضر

ذكرى شوقي:

كانت ذكرى وفاة أمير الشعراء أحمد شوقي بك في الأسبوع الماضي، فقد توفى في ١٤ أكتوبر سنة ١٩٣٣. وقد كان مظهر الذكرى في هذا العام أبرز مما كان في السنوات الماضية، فقد كتبت فيها أكثر الصحف والمجلات كل على طريقتها، وإن كان ذلك لا يعد شيئا بالنظر إلى مكان الشاعر العظيم ومنزلته في النفوس.

ومما استرعى الأسماع في هذه المناسبة ذلك البرنامج الضخم الذي قامت به محطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية، فقد بدأت الاحتفال بهذه الذكرى من أول أكتوبر، فخصصت الأوقات المعينة لمسرحيات شهر أكتوبر جميعها لإذاعة طائفة من مسرحيات شوقي يقوم بأدائها وتمثيلها نخبة من الممثلين الذين مرنوا على تمثيلها كأحمد علام وجورج أبيض وفاطمة رشدي، وتخلل البرنامج في هذه الفترة غناء قصائد كثيرة من شعره واهتمت بيوم الذكرى (١٤ أكتوبر) اهتماما خاصا، ومما قدمت فيه برنامج خاص بالشاعر الكبير عنوانه (في وادي الخلود) من تأليف أحمد رامي وإخراج السيد بدير.

أما محطة الإذاعة المصرية التي اعتادت أن تحيي ذكرى شاعر مصر الخالد بحديث واسطوانات عبد الوهاب - فقد ضاعفت جهدها هذا العام، فأضافت إلى الحديث آخر، وإلى اسطوانات عبد الوهاب أغنية (النيل) لأم كلثوم. .

ولا شك أن شاعرنا الكبير حرية ذكراه باحتفاء لم نقم به. وفي الأمم الأخرى تحيا ذكريات أمثال شوقي عندهم على نحو يستفيد منه الناس ويشعرون فيه بجلال أصحابها، فتقام الحفلات والمهرجانات أسابيع تلقى فيها الدراسات وتمثل المسرحيات، ويحج الناس إلى مقبرة الشاعر أو إلى مسقط رأسه، فيشعر الناس بدنيا الأدب والشعر وقيمة الأدباء والشعراء، فيقرءون لهم وتحلق أراحهم في أجوائهم العالية ويحسون بالآدمية المرتفعة فوق مطالب الحيوانية.

فأين نحن من كل ذلك؟ الجواب: لا شيء، ونحن مع ذلك نعيش في الشرق الروحاني. . كما يقولون.

<<  <  ج:
ص:  >  >>