للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لما لا تقوم الحكومة (وزارة المعارف أو وزارة الشؤون) بإحياء هذه الذكريات! وماذا تفعل الجمعيات الأدبية الثقافية إن لم تقم بذلك؟ وأين وفاء المسرح لشوقي لقاء ما قدم له من روائع المسرحيات؟ أولم يكن يجدر أن يفتتح موسم التمثيل بالأوبرا في ١٤ أكتوبر بتقديم مسرحية شوقية، وقد اصبح عندنا الآن فرقتان: الفرقة المصرية وفرقة المسرح الحديث فكان يجب أن تقدم كل منهما رواية لشوقي في ذكراه مما تمرنوا عليه ومثلوه من قبل، ثم يأخذون بعد ذلك في برنامج العام الجديد. ولندع ما فات فهل يفعلون بما هو آت؟

طي السجل:

جرت وزارة المعارف على أن تهدي السجل الثقافي إلى الهيئات والشخصيات الثقافية الكبيرة بمصر والخارج، وتخصص لهذا الإهداء أكثر الكمية المطبوعة، أما الباقي فيودع إدارة التوريدات بالوزارة كي يباع لمن يطلبه. وقد بيع من السجل الماضي (سجل سنة ١٩٤٨) سبع نسخ! والسبعة الذين اشتروه أبطال. . . يستحقون التنويه بما بذلوا من جهد في الحصول عليه! يذهب أحدهم إلى إدارة التوريدات فيصعد إلى الدور الخامس، وكثيرا ما يكون المصعد معطلا فيضطر إلى الصعود على قدميه، وعندما يبلغ مكتب المدير لاهثا يطلب منه أن يكتب طلب الشراء وقد يلصق به (ورقة تمغة) وقد يضطر للهبوط إلى الشارع ليشتري الورق والتمغة ويصعد ثانيا. . ثم (يؤشر) المدير على الطلب، فينزل الطالب إلى الدور الثالث حيث الموظف المختص بالبيع، فيظفر بنسخة من السجل لقاء أربعين قرشا. .

ولم يستطع أحد غير أولئك السبعة الشجعان أن يفعل ما فعلوا وأنا أشك في أنهم سيستعيدون شجاعتهم في هذا العام ليسعوا إلى السجل الجديد (سجل سنة ١٩٤٩) وما أشك في أن وزارة المعارف تريد نشر السجل لا طينه واختزانه، فليس هناك إذن إلا أحد أمرين: إما أن تهديه كله أو تتبع طريقة أخرى في نشره، والأمر الأول لا ينفع لأن الإهداء لن يستوعب كل من يريد الحصول عليه. فليس هناك في الواقع إلا أمر واحد وهو الأمر الثاني، وهو اتخاذ طريقة تيسره للناس كما تيسر التعليم لكل الراغبين فيه؛ وأنا أقترح عليها أن تعهد به إلى دور النشر كما صنعت بكتاب (تاريخ العالم) الذي تترجمه إدارة الترجمة بالوزارة وتنشره مكتبة النهضة، ودار النشر تستطيع بوسائلها أن تيسر نشره

<<  <  ج:
ص:  >  >>