وتدني نفعه وفي هذا تدليل لصعوبة أخرى هي أجراء مناقصة بين المطابع في كل عام لطبع السجل، وتستنفد إجراءاتها وقتا طويلا يؤخر صدوره عن أوائل العام وذلك لأن دار النشر التي تنشره هي التي تطبعه دون حاجة إلى مناقصة، ولا بد أن تسرع في طبعه وتحسن إخراجه لتضمن رواجه. وفي كل ذلك ما يحقق الأهداف التي ترمي إليها وزارة المعارف بإخراج السجل الثقافي.
اتجاه الأدب وواقع الحياة المصرية:
أذاعت محطة لندن العربية يوم الأحد الماضي، حديثا لمعالي الدكتور طه حسين بك، عن اتجاه الأدب وواقع الحياة المصرية الحاضرة، قال معاليه: كانت مصر قبل العشرين سنة الأخيرة تفكر تفكيرا مصريا بحتا، وقد كان ما يكتبه الأدباء المصريون ينتشر ويتداول في الأقطار العربية الأخرى، ولكن الموضوعات التي يتناولونها ومجال آراءهم ومدار أفكارهم - كل ذلك لم يكد يتجاوز الحدود المصرية. ولكن تطور الحوادث والاتجاهات بعد ذلك أخذ يحول التفكير إلى مجرى الحياة العربية العامة وأخذنا نفكر ونكتب باعتبارنا عربا لا باعتبارنا مصريين فقط ولم يقف الاهتمام بالحياة العربية عند المشرق وحده، بل انتقلنا بعد ذلك إلى طور آخر اتجهت فيه أنظارنا إلى المغرب، فأولينا البلاد العربية الغربية عنايتنا وعنينا بشؤونها ومسائلها.
وقال معاليه وكنا ننظر إلى الأمم الغربية في أوربا وفي أمريكا على أنها أمم متفوقة في الحضارة والقوة وأننا قوم متخلفون، ننظر إلى ما يرد إلينا منها على أنه شيء فائق معجز ولكن هذه النظرة دخلت بعد ذلك في طور آخر، هو أننا نعتبرها حقا أمما متقدمة في الحضارة وفي القوة، ولكننا أخذنا نشاركها، تأخذ عنها حينا وننقدها في أكثر الأحيان ونحن الآن ننتج في الأدب ألوانا كالألوان السائدة في الغرب فتكتب في الأنواع التي يكتبون فيها من دراسات وبحوث وقصص ومقالات، حتى الشعر، يجري فيه شعراؤنا على مناهجهم في التفكير والنظر إلى الأشياء، وأن كانوا يحافظون على نسقه الشكلي القديم. ولا شك أن الفضل في اتصالنا بتلك البلاد الغربية يرجع إلى الجامعات والأساتذة الذين نستقدمهم من الخارج والبعوث التي نرسلها سواء التي توفد للدراسات بالمعاهد والذين يشتركون في المؤتمرات والهيئات الدولية وشيء واحد هو الذي نفترق فيه عن تلك الأمم الغربية، وهو