للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الشيخ زين المرصفي الشافعي]

هو من طبقة الشيخ عبد الرحمن الشربيني والشيخ سليم البشري، إلا أن الشيخ سليماً أكبر منهما سناً، حضر إلى الأزهر وقرأ على كبار الشيوخ به حتى برع وتأهل للتدريس، ثم جعله الخديو إسماعيل معلماً للعربية لولده الأمير حسين كامل باشا سلطان مصر الآن، وبسبب مخالطته له ولمن حوله ألم ببعض اللغات، وسافر مع الأمير إلى القسطنطينية وكانت أسواقها لم تزل آهلة بالكتب العربية فاقتنى هناك كتباً نفيسة غريبة عن أهل الأزهر، فصار ينقل منها في تآليفه نقولاً يُغرب بها عليهم. ثم استخدم بالمدارس وترقى إلى أن صار كبير المفتشين بها، ولم يزل بهذا المنصب حتى توفاه الله يوم الأربعاء الخامس من جمادي الأولى سنة ١٣٠٠، , فشيع جنازته لفيف من العلماء وجمع كبير من الناس، وأمر ناظر المعارف فسار فيها من كل مدرسة فريق من، تلاميذه وأناب عنه نائباً حضرها، ولما بلغوا به الجامع الأزهر للصلاة عليه وقف الشيخ حمزة فتح الله فأبنه ورثاه ببيتين من نظمه هما:

سقى الله من صوب الرضا أعظماً هوى ... بها ركن بيت العلم إذ دكه الحين

فلا غرو إن أضحت وجوه علومنا ... مشوهة فاليوم فارقها زين

رحمه الله رحمة واسعة.

وفى مقدمة شرح أحمد بك الحسيني لكتاب الأمّ للأمام الشافعي الذي سماه بمرشد الانام لبر أم الأمام ما نصه (زين المرصفي كان عالماً فاضلاً أخذ عن علماء وقته وجد واجتهد حتى صار من أكابر العلماء، وكان ذهب مع الرسالة المصرية إلى بلاد فرنسا زمن الخديو إسماعيل باشا وكان يجيد اللغة الفرنساوية، وله كتابات في المنطق والحكمة وكانت وفاته سنة ١٣٠٠)

انتهى

<<  <  ج:
ص:  >  >>