ارتفع العُقاب من الصخر إلى اللوح، ينفض للصيد جناحه ويصيح، واعجب ببسطه جناحه وقال: وجه الأرض اليوم تحت جناحي الطوال، أين في العالم ندي في هذا الفضاء؟ ما النسر وما السيُمرْغُ والعنقاء؟ هاأنذا أطير في الأوج وينفذ بصري الحديد، إلى الشعرة في قاع البحر البعيد، ولا تتحرك ذبابة على اليبس إلا بصرت باضطراب جناحها. وتمادى به العُجب ولم يخش القضاء، فانظر ماذا فعل به فلك السماء: صوب إليه قوساً من الكمين، فأنفذت فيه سهم القضاء المتين، أصاب السهم القاتل جناح العُقاب، فهو من الأوج إلى التراب، وقع على الأرض يضطرب، اضطراب السمكة وينتحب، ثم أدار عينه ذات اليمين وذات الشمال، فبلغ منه التعجب وقال: أني لقطعة من الخشب والحديد، هذه الحدةُ والسرعة والطيران البعيد؟ فلما أنعم النظر في سهم العذاب، رأي عليه ريش عقاب، فقال: من نبكي ولمن نشكو آلامنا، ومن أنفسنا هذا الذي أصابنا؟
وله أيضاً
طلبت أذني اسمك في كل مكان، ونحرت عيني وجهك في كل ناحية، ضربت برأسيكريح الصبا في كل باب وجدار، إذ ذهب وردي الضاحك وبقيت رائحته
الشاعر الهندي بيدل
إنما يأسرنا إحسان المنزهين عن الأغراض، فان شئت أن تصطادنا فانثر حبك بعيداً من الشباك