(القصة الخالدة التي أوحت إلى شاكسبير بروميو وجوليت)
من أساطير الإغريق
التوت الأبيض والتوت الأحمر
أو (بيرام وتسبيه)
للأستاذ دريني خشبة
كان أجمل شباب بابل، وكانت أجمل حسانها
كانت فتنة في فتنة، في جسم قوي، وقلب حمي، وخلق حيي، وقوام مفتول، ونفس حلوة ساكنة سجواء. . . وكانت قسيمة وسيمة، خفية لطيفة، غضة كالورد عطرية كأنفاس البنفسج؛ تفتر عن فم خمري شتيت، وترنو بعينين دعجاوين نجلاوين؛ وترسل شعرها المغدودن على ظهرها العاجي تارة، وصدرها المرمري أخرى، يداعبه النسيم، وتقبله الآلهة، وتنتظم فيه حبات القلوب
وكان بيتاهما متلاصقين، فكان يراها وكانت تراه، وكان يلقاها وكانت تلقاه؛ وكانا يتلاعبان في الصغر، طفلين كالملائكة ثم شبا، فكانا ينفران إلى الخلاء والأدغال، ويلتقيان عند النبع القريب، ويتسلق بيرام أشجار التوت الأبيض - ولم يكن التوت الأحمر قد عرف بعد - فيهز أغصانها وأفنانها، ويساقط الثمر الشهي اللذيذ على سندس العشب، رطباً جنياً. . . فتأكل تسبيه، وتقر به عيناً!!
ثم ترعرعا أيضاً؛ ودبت الحياة الحلوة الجميلة، حارة متدفقة زاخرة، في قلبيهما الصغيرين؛ وأخذ الفؤادان الصغيران يثبتان إلى الأعين السعيدة النقية الطاهرة، يرى كل إلى صاحبه، ويتزود كل من جمال أخيه زاد الهوى وذخيرة الحب، للأيام المقبلات
ولم يعرفا أنه الحب، ذاك الذي يخفق في صدريهما أول الأمر ولكنهما عرفاه، وعرفاه معرفة كلها شجو وكلها حنين حين ألح عليهما وحين كانا يفترقان أشوق ما يكونان إلى لقاء، وأصبى ما يكونان إلى اجتماع. . . ثم عرفا كيف يتشاكيان وكيف يتباكيان وكيف يكون