للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

تعقيب على مقال

طلعت علينا الرسالة الغراء في عددها الـ ٥٧٣ بمقال قيم للأستاذ عبد المنعم خلاف، عنوانه (دليل علمي يدحض مذهب وحدة الوجود)، ولما كانت بعض الآراء التي يحويها المقال المذكور تحتاج إلى مزيد من التمحيص والإيضاح رأيت أن أدل على ذلك باختصار في هذه العجالة

والذي يلفت النظر لأول وهلة قول الأستاذ في مستهل مقاله: إنه اهتدى إلى (دليل علمي قاطع يدحض هذا المذهب، ويلقي ضوءاً جديداً أمام العقل البشري الموغل في بحث علاقة الله بالكون) ومذهب الواحدية أو وحدة الوجود من أقدم المذاهب الفلسفية في العالم وأشدها إثارة للجدل. ويكفي لإدراك خطره في تاريخ الفلسفة الحديثة، أن نذكر الفيلسوف الكبير (سبينوزا) الذي يعد من أساطين هذا المذهب في العصر الحديث ومن أعظم الداعين إليه بالقول والعمل

فليأذن الأستاذ - ونحن من المعجبين بكتاباته - بأن نناقشه الرأي في هذا الموضوع الخطير، الذي لا يصح إطلاق القول فيه من غير حجة أو برهان

١ - بدأ الأستاذ بقوله: (وبدهيّ أن النظرة الأولى تهدي إلى أن الله غير الطبيعة، وأن هناك انفصالاُ بين الخالق والمخلوق. . .) ونحن لا نوافق الأستاذ على أن هذه القضية من (البدهيات)، بل ينبغي أن تعد من مسائل الفلسفة الكبرى التي شغلت عقول المفكرين القدامى والمحدثين. . . وعلى أساس الحلول التي قدموها لهذه المشكلة قامت مذاهب لها أثرها في تاريخ الفكر - ومنها مذهب وحدة الوجود

ولعل أقرب دليل على أنها ليست أمراً (بدهياً) أن يعني الأستاذ خلاف بإيراد دليل علمي جديد لإثباتها

٢ - يقول الأستاذ خلاف: (ينبغي للمفكرين التجريديين أن يقتصدوا في تلك الفلسفات الفرضية والشطحات الصوفية. لأنها ذاتها (ذاتية) وليست (موضوعية). . .)

ونسائل الأستاذ مستطلعين لا منكرين: هل يجوز أن نصطنع الطريقة (الموضوعية) في بحث المسائل الدينية؟ ألا يمكن أن تؤدي بنا هذه الطريقة إلى نتائج تشبه ما توصل إليه

<<  <  ج:
ص:  >  >>