وعلى قدر استعداد الفرد لتلقى تأثير المجتمع - من غير أن يشل هذا التأثير حيوية نزعة من نزعاته - يكون نجاحه المتكامل في الحياة الاجتماعية. والطراز الإنطوائي من الناس إذا وجد في الفن متنفسا طاقته المكنونة، كسائر (الرومانسيين، قد يصل تعبيره إلى أقصى ما يوصل إليه الأداء الفني من الروعة والإبداع. . . وهذا يتفق كثيراً لشاعرة كفدوى طوقان، التي تقو في قصيدتها الأخيرة (الصخرة) بالعدد ٩٧٢ من الرسالة:
أنظر هنا! الصخرة السوداء شدت فوق صدري
بسلاسل القدر العتي
بسلاسل الدنيا البغي
أنظر إليها كيف تطحن تحتها ثمري وزهري
نحتت مع الأيام ذاتي
سحقت مع الدنيا حياتي
دعني فلن تقوى عليها. لن تفك قيود أسري
سأظل وحدي في انطواء
ما دام سجاني القضاء
إلى أن تقول:
ستظل روحي في أقفال
سأظل وحدي في نضال
وحدي مع الألم الكبير. مع الزمان. مع القدر
وحدي وهذي الصخرة البكماء تطحن. . لا مفر!
كما اتفق كثيرا لشاعر كالمرحوم فخري أبو السعود الذي يقول مناجيا الموت.