نشر الأستاذ الدكتور بشر فارس تعليقاً ضافياً في المذهب الرمزي نشرته الرسالة في عددها رقم ٢٥١ جاء تكملة لبحثه القيم الذي صدر به روايته (مفرق الطريق)
والحديث في الرمزية شيء يطول، فلا تحلو مطالعته في مجلة تحرص على أن تقدم لقرائها نبعة من كل ينبوع
بيد أنه يعنيني من تعليق الأستاذ شيئان لهما اتصال وثيق بما سبق أن نشرته عن الرمزية في هذه المجلة منذ ثلاثة أسابيع. .
الأمر الأول هو ابتهاج الدكتور بشر بأن يراني أعمد إلى بعض تراكيب جرت في توطئة مسرحيته المذكورة في التعبير عن معان وألوان في الرمزية. وهاأنذا أبادر بتسجيل ما يزيد في ابتهاج الأستاذ الدكتور، بل ويبعث زهوه، فأصرح بأنني حقاً عمدت إلى اقتباس تركيبين أو ثلاثة تراكيب وجدت فيها التعبير الكامل عن خلجات وآراء كانت تجول في نفسي منذ أن كنت أدرس الرمزية في الإخراج والتمثيل في معاهد أوربا. ولا يسعني إلا أن أهنئ الأستاذ الدكتور على توفيقه في إيجاد هذه التراكيب وإطلاقها حية قوية تنبض بالمعنى البكر، وتشق طريقها بين التراكيب الفنية والأدبية لتستقر في صلب اللغة العربية
أما الأمر الثاني، فالتباس عرض للأستاذ الدكتور حينما أردت أن افرق بين طبع الدكتور فارس وطبع غيره ممن عالجوا الرمزية من قريب أو من بعيد، فأجريت في مقالي الثاني ما نصه:(فبشر فارس وتوفيق الحكيم يغترفان من مصدر واحد، الأول يكتب متثبتاً بما تلقنه. . .)
ولا يسعني أن أعلق على هذا قبل أن أبدي عجبي من ذلك الالتباس الذي خالط ذهن الدكتور؛ إذ المعنى جلي واضح العبارة، يزيده إيضاحاً ما أوردته في صلب ذلك المقال، وفي نقدي السابق لمسرحيته (مفرق الطريق) الذي نشرته الرسالة قبل بحثي في الرمزية.