الموسيقى: فلسفة وعلم وفن. . فهي إذن بنت الطبيعة والفكر والاجتماع، فلا بدع أن يعنى بها الفلاسفة والعلماء وأصحاب الفن ويضعوا لها قواعد وقوانين، بل هي أولى ظاهرة كونية للدرس والتقرير والاستنباط
والصوت منذ القديم من قبل التاريخ مستند الإنسان في التعبير عن عواطفه وميوله وآماله. هو أصدق آلة للتعبير. فبالأحرى أن تكون الأنغام والألحان أداة لتفسير ما يطرأ على النفس من شعور داخلي. ولا بدع أن يتصدى علامة في الأنغام لشرح القوانين الموسيقية من جميع نواحيها، ويبحث البحث الفلسفي في شؤونها، ويدرس الدرس الفني للأنغام والألحان والتطريب
لا بدع أن يتصدى لهذا البحث العلامة الأستاذ ميخائيل خليل الله ويردى فيؤلف كتاب فلسفة الموسيقى الشرقية في أسرار الفن العربي. ولعله من قبيل التواضع لم يقل فلسفة الموسيقى الشرقية والغربية على الإطلاق وكل ما يمت الموسيقى بسبب. وقد ملأ في هذا البحث نحو ٧٠٠ صفحة من القطع الكبيرة، وتواردت إليه رسائل من كبار العلماء وكبار الساسة وكبار الكهنوت من أمم مختلفة من الشرق والغرب مثنين على كتابه. وكان أهم هذه الرسائل رسالة من العلامة العظيم جوليان هكسلي مدير مؤسسة اليونسكو العالمية يشكر له فيها جهوده البالغ في إخراج هذا الكتاب الفذ، ويعده فيها أنه متى بلغ مشروع اليونسكو أشده سيعمل على ترجمة كتابه هذا إلى اللغة الأكثر شيوعا لكي تكون فوائده واسعة النطاق
وقد رد المسيو جيم توريس جوده المدير العام لمنظمة اليونسكو على كتاب المؤلف المصحوب بنسخة من الكتاب الذي نحن بصدده وعلى نسخ من محاضراته عن الموسيقى في بناء السلام العام يبلغه في رده أن المؤسسة العالمية لليونسكو مهتمة الاهتمام التام الذي أثاره عمله لديها. وقد رشح الأستاذ خليل الله ويردى لجائزة نوبل، واهتمت هذه المؤسسة بهذا العمل الجليل، ووعدت بالالتفات الذي يستحقه عمله، وهي ترى أن ترجمة الكتاب إلى اللغة الإنجليزية أو الفرنسية يسهل عمل المحكمين. وحبذا لو تصدى أحد الأدباء للترجمة وخابر الأستاذ خليل المؤلف في هذا الشأن واتفق معه على الترجمة. ولا ريب أن ترشيح