أقامت نقابة الصحفيين يوم الجمعة الماضي حفلا لتأبين فقيد الأدب والصحافة الدكتور زكي مبارك، وقد توالي الخطباء والشعراء في هذا الحفل، فوفوا الفقيد حقه من الرثاء ودراسته حياته وأدبه. ويعتبر مجموع الكلمات التي لقيت كتابا عن (زكي مبارك) لا بأس به، وتحسن النقابة صنعا لو أنها قامت بطبعه ونشره.
كانت كلمة الأستاذ حافظ محمود - على إيجازها - وافية، وأفاض الأستاذ محمد عبد القادر حمزة في محاضرة التي تناول فيها جوانب مختلفة من شخصية الفقيد وأدبه، وكان الأستاذ مظهر سعيد - كعادته - مجليا في الخطابة، وكان ختام كلمته رائعاً إذ قال: كنت واحداً ممن اكتووا بنار الدكتور زكي مبارك، وقد أشبعني شتماً، ثم مات وبيننا عداوة، وقد سمعتم رأيي فيه، والفضل ما شهدت به الأعداء.
وتحدث الأستاذ حسين كامل عن جهاد الفقيد في القضية العربية فقال إنه من أوائل من نادوا بالوحدة بين الناطقين بالضاد.
وتطلعت الأنظار حين وقفت الآنسة زينب الحكيم. . . ترى ماذا عن زكي والدعوة إلى أخذها بالعنف. . ولكن الآنسة زينب جازت الفقيد إحسانا بإساءة، ومما قالته أن الدكتور زكي مبارك كان خفيفا على قلوب النساء سواء في عدواته ومناصرته. . . ولعل هذا من مصداق رأيه في النساء من حيث إنهن إنما يسكن بالشدة!
أما الدكتور منصور فهمي باشا فقد كان الحاضرون يتوقعون منه - باعتباره عضوا في مجمع اللغة وعميدا سابقا للداب - أن يكون على وفاق مع سيبويه. .
وقد ألقى الأستاذ محمد مصطفى حمام قصيدة جيدة تميزت بالانطباق على شخصية الدكتور زكي مبارك، مطلعها:
عابد الحسن هل جفا محرابه ... مدمن العشق هل سلا أحبابه؟