للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الجريء المغاضب الصعب قد أو ... دى فلن يملك العدا إغضابه

وهب الله للصدور صفاء ... وتولى حسابهم وحسابه

حول تقدم الشاعرين الفائزين في مسابقة المجمع اللغوي

أتيت في الأسبوع الأسبق بخلاصة الكلمة التي ألقاها الأستاذ عباس محمود العقاد في تقديم الشاعرين الفائزين بجائزتي الشعر لهذا العالم في مجموع الأول للغة العربية. وقد عني الأستاذ في تلك ببحث أسباب الأزمة الشعرية في الغرب وما أدت إليه من قيام (الاستفزازيين) في الشعر وفي سائر الفنون، الذين فقدوا روح النضال ووجهوا همهم إلى تحدي المثل والمناهج والأهداف.

وقد لوحظ أن ذلك البحث استغرق جل عناية الأستاذ، فلم يظفر الفائزان منه إلا بسير من القول تطرق إليه بقوله إن حالة الاجتماع عندنا تختلف عن حالة البلاد الغربية، فلم تصل فنونا إلى ما وصلت إليه الفنون في الغرب من الحيرة والانقطاع عن المثل، واتخذ الديوانين الفائزين يا لجائزتين شاهدا على ذلك. وهنا موطن الملاحظة الثانية، وهي وهن العلاقة الموضوع الذي ظفر بأكبر الجهد وبين الديوانين اللذين طفا عليهما ذلك الموضوع وكانا أحق بالنظر والدروس في مناسبة إجازتهما.

كنا نتوقع أن يحدثنا الأستاذ عن شعر كل من الديوانين، معرفا أو ناقدا، وبين لنا خصائص كل منهما على حدة، ولم استحق الأستاذ إبراهيم نجا الجائزة الأولى، ولم استحق الأستاذ خالد الجرنوسي الجائزة الثانية.

حقا أن الأستاذ العقاد جرى أن يكون لكلمته في مثل هذه المناسبة موضوع عام، وأذكر كلمته في مسابقة من مسابقات المجمع السالفة، إذ أجرى الكلام فيها على المذهبين الشعريين: الاتباعي والابتداعي، وطبق ذلك على الشعراء الفائزين إذ ذاك وهم الأستاذة محمود غنيم ومحمد الأسمر ومحمود عماد.

ولكن الأستاذ الكبير هذه المرة أتى بموضوع لم يطبق نتيجته على الشعر الشاعرين الفائزين؛ ويخيل إلى أنه فعل ذلك تخلصا من الجرح الذي يتمثل في عدم انطباق هذا الشعر على مذهبه المعروف الذي يجعل القيمة الأولى للشعر فيما يتضمنه من (فكرة) ولهذا اختار منه - للاستشهاد - ما يلائم هذا المذهب.

<<  <  ج:
ص:  >  >>