لست أملك أن أتمادى في الحديث مع الأستاذ صلاح ذهني أكثر مما فعلت حتى الآن، حيث لا موضوع للحديث غير الشتائم والسباب، وإلا فهو الرابح. . . لقد عجز بإنتاجه في القصة أن يكون موضع حديث أحد في صحيفة، فنال ذلك الآن عن طريق الشتائم والسباب!
وإلا ففيم كلمته الأخيرة؟
لقد أخذت عليه أن لهجة رده الأول كانت لهجة بذيئة، وإن ما جاء فيها من بيانات كان مستطاعاً دون الاضطرار إلى هذه البذاءة، صوتاً لمستوى المناقشات الأدبية. فإذا هو في كلمته الثانية يهبط ويهبط، حتى ليعز على كاتب يحترم قلمه أن يلاحقه. . . لقد فشلت إذن فيما وجهته إليه أول مرة!
والمسائل التي أثارها، فرددت عليها، عاد يثيرها بالنص من جديد: توفيق الحكيم ليس كاتب قصة، لأنه كاتب رواية؛ والمازني ليس كاتب قصة لأنه كاتب مقالة!
وعلى هذا النحو يسير، فلا يجوز أن أتحدث عن قصص بودلير لأنه شاعر، ولا عن قصائد لورنس لأنه قصاص وعلي أن الغي إنتاجهما الآخر، فلا أذكره ولا أسميه. وهكذا فشلت مرة أُخرى في أن أرد الأستاذ إلى الموضوع!
وقلت له: إن إنكاري للمدارس الأدبية مسألة لا تستحق المناقشة، لأنها تردنا إلى سذاجة في النقد، والى فوضى لا تنتهي فقال: أنني تركت الحديث فيها لجهلي بها. . . ثم إذا هو يقول عن تيمور: أنه ذو نزعة واقعية ينتمي بها إلى موباسان. . . لقد عدنا إذن إلى أن هناك عنوانات ترد إليها الأعمال الفنية. وكان قد أنكر ذلك وأثبته في آن واحد في مقاله الأول. فرأيت الحديث فيها عبثاً، وقد اتضح أنني محق فيما رأيت، فبعد مقالين هانحن أولاً، لا نزال حيث كنا من قبل!
بقيت أمور جديدة في قائمة الشتائم:
إنني لا أعرف لغة أجنبية: وهذا صحيح. ولعل منشأ كسلي عن تعلم لغة أجنبية هو أنني أرى الأستاذ صلاح وعشرات من أمثاله يعرفون لغة يتبجحون بمعرفتها ويلوكون