[غرام الكهولة. . .]
للأستاذ عتمان حلمي
قلت للنفس حين لجَّ هواك ... أنتِ إياكِ والهوى إياكِ
جدَّ بي العمرُ فاهدئي واطمئني ... وكفاني مما مضى وكفاكِ
واجعلي ما أصبت في الغيَّ يا نفس ختاماً فإن فيه هُداكِ
وقفةٌ تلك بين عقلي وقلبي ... يا لنفسي ما بين هذا العراكِ
ثم يا لي أرجو السلامةَ في عمريَ هذا من قائدي للهلاكِ
عاصف من هواكِ يعصفُ بالقلب وهاتٍ يسوقني في هواكِ
وعنيد لا أستطيع خلاصاً ... منه مما يحوك لي من شباكِ
يا لَقلبٍ خلا من الحب دهراً ... ثم صادفتِ خالياً فاصطفاكِ
فأطاع الهوى فلا هو يسلو ... ك على ضعفه ولا ينساكِ
وأطعتُ الغرام فيك برغمي ... ولو أني في الحق لستُ فتاكِ
لا أذود الغرامَ بالعزم إلا ... خانني العزمُ فيك حين لقاكِ
فتبسمتُ بالرضى وتبسمت وشعّتْ ليَ بالرضى مقلتاكِ
غمرَ العطفُ منك من كان يخشا ... كِ وشجّعتِهِ فما يخشاكِ
فاستعرتُ الشبابَ من بعد أن ولى شبابي لرغبتي في رضاكِ
وتجمّلتُ في خريف حياتي ... ومشى بي الهوى على الأشواك
وكأني أصبحتُ غيريَ في الدنيا وأضحيتً غير هذا الشاكي
كيف أشكو النوى وأنتِ أمامي ... لم يعكر صفاَء عيشي نواكي
ولقد أتقى لأجلك في القر ... ب فضولَ العيون فيما عساكِ
فأداري العيونَ حتى كأنَّ القلبَ خالٍ أو أنه ما حواكِ
وإذا ما التقتْ بعينيكِ عيني ... خالَ من خالَ أنني لا أراكِ
وأُنادي على سواكِ فما أنطقُ إِمَّا ناديتُ باسم سواك
فكأني عقدتُ باسمك يا (زين) لساني فما له من فكاكِ
أنتِ في مقلتيَّ أنىَّ توجهتُ أمامي وأين كنتِ أراكِ