[من طرائف الشعر]
شوقية لم تتم
ننشر اليوم (مشروع قصيدة) كان شاعر الخلود شوقي بك يريد أن ينظمها في (الصحراء)، ثم بدا له فتركها على حالها الأولي قبل أن تتم، فأثبتناها بخطه كما هي خدمة للأدب والتأريخ
يا مُصّلي أديمه ... من بني آدم طُهر
سبّح الرمل والحصى ... في نواحيه والحجر
وعلى ظُهر جوه ... صلَّت الشمس والقمر
جمعا عُزلة المدا ... ر إلى عزلة المدر
سبحا ثم سبحا ... بالعشايا وبالبُكر
وخِضَمَّا من الرما ... ل أواذيًّه الصَخر
ماله ساحل ولا ... من فحاءاته وزرَ
فيه من كل حاصب ... جلل الجو وانهمر
هب من كل جانب ... كالدَّبى اشتد وانتشر
رب أكفان مقمر ... منهُ هيًّئن أو حُفر
وفضاء كأنه ... حلم رائع الصور
العشايا سواحر ... في حواشيه والبكر
كل سار وسامر ... . . . . . .
ثم غير المرحوم هذه الأبيات الثلاثة المتقدمة بالأبيات آلاتية:
يا فضاء بسحره ... ولًّه الركب بالسًّحر
فتنتهم وجوهه ... واستخفتهمُ الصور
وشجاهم سكونه ... بالعشايا وبالبكر
لا تلمهم فإنما ... قائد إلا نفس الفِطر
كل نفس لها هوى ... كل نفس لها وطر
كم جمال ومنظر ... فرقا لذة النظر