للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تعقيبات]

للأستاذ أنور المعداوي

رمزية في الشعر:

أود في هذه الرسالة أن أقف موقف السائل، كما أحب أن تقف مني موقف المجيب. وأتمنى أن تكون معي في هذين الموقفين صريحا وجريئا شأنك في كل المواقف التي عرفتك فيها من قبل.

أنا لا أنكر عليك الجرأة والصراحة، ولكني أخاف أن تحول صداقتك بينك وبين ما عارضه عليك وأخشى مرة أخرى أن تتغلب عليك النزعةالإقليمية التي تتغلب على الكثير من كتاب مصر - وحاشاك من هذا الظن الخاطئ - عندما يسألون عن كتاب أو كتاب وقيمته في ميزان النقد الأدبي فليفون ويراوغون، ويجيبون على قدر ما تقضيه حقوق الزمالة وصلة الجوار، خصوصا إذا كان الكاتب مصريا والسائل من بلاد أخرى، متخذين من الألفة عينا تغض النظر عن العيوب ما دام الأثر الفني الكسيح صديقا يجب ألا ينال منه معول النقد النزيه أو من أثره المتصدع الأركان!

والسؤال الذي أعرضه عليك يتعلق بالشعر، هذا الفن الجميل الذي أصبح الآن ملهاة بيد أناس لا يحسنون حتى أداءه! أما هذا الشعر فهو يتعلق بقصيدة وسمها وناظمها باسم (إلى فتاة)، وأما صاحبها فهو صديقك - كما قيل لي - بشر فارس الحائر على شهادة الدكتوراه من السربون، وقد نشرت هذه القصيدة أو هذا الهذر المنظوم في العدد الثامن عشر من المجلد الخامس من مجلة (الكاتب المصري) التي كان يرأس تحريرها معالي الدكتور طه حسين باشا وزير المعارف المصرية، ولم يتسن لي الاطلاع عليها في حينها لانشغالي بقراءات أخرى متعددة.

لقد عرض علي هذه القصيدة قبل أيام صديق من شباب الأدباء، وطلب إلي أن أبدي رأي فيها. . ولقد قرأتها عدة مرات وفي كل مرة كنت أخرج منها بعدم الفهم أو بلا شيء! وخفت أن أظلم الدكتور بشر فارس، أو اتهم نفسي بالمغالاة والأنانية، فجئت أعرض قصيدته عليك لتقف حكما بين فهمي وذوقي وبين شعر الدكتور الشاعر، ناظم هذه المعجزة التي حيرت عقول البشر من شعراء ونقاد. . إن قراء (الرسالة) في الشرق والغرب

<<  <  ج:
ص:  >  >>