مؤلف كتاب (أثر التشيع في الأدب العربي) هو الأديب محمد سيد كيلاني، والمؤلف وكتابه حريان بأن نهش بهما ونبش لهما، فقد ألف الأديب كتابه على نحو مقبول (سنعرضه) وهو طالب بالسنة الأولى بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول، وأسلوبه فيه واضح سليم يدل على وضوح موضوعه في ذهنه وتمكن قلمه منه، بل إن أسلوبه فيه أسلم وأوضح من أسلوب كثير من أساتذته فيما يخرجون لنا اليوم، ونحن نقرر هذه الحقيقة آسفين، والمؤلف يتناول كثيراً من أطراف موضوعه المختلفة ويعرضها عرضاً رفيقاً واضحاً. ولذلك كله نتلقى كتاب مؤلفنا (الطالب الأديب) بالرضا والغبطة على رغم ما لنا عليه من مؤاخذات كثيرة سنذكر بعضها بعد.
الكتاب مقدمة تبين أقسام البحث، وأربعة أبواب: الباب الأول فيه فصلان: أحدهما تحدث فيه الأديب بالخلافة وتفرق الآراء فيمن تكون له بعد موت النبي وموقف الأحزاب المختلفة من ذلك وموقف كبار الصحابة ولاسيما أبو بكر وعمر، ثم خلافتهما وخلافة عثمان، وموقف الصحابة بعد قتله من علي. والفصل الثاني: حديث سطحي بفرق الشيعة ومعتقداتها. والباب الثاني يبدأ بمقدمة في مقتل الحسين وما لحق بالعلويين عامة زمن الأمويين والعباسيين، ويليها فصلان: أحدهما في النثر الشيعي، ويبدأ: بالخطابة فالرسائل فالأحاديث الموضوعة فالقصص فنحل الشيعة بعض أوليائهم وأعدائهم القول وأكثره تكرار لما في القصص. والفصل الثاني في خطباء الشيعة وفيه ترجمة لعلي ونقد ممتع واف لكتاب (نهج البلاغة) المنسوب إليه، ولا ترجمة لغير علي هنا فيما عدا إشارة خاطفة إلى أنه لم يظهر بعد علي من الخطباء غير الحسن والحسين، وأن الشيعة انصرفوا عن نشر الدعوة بالخطابة إلى نشرها سراً، وأن لفاطمة خطباً نسبت إليها ولعلي بن الحسين رسالة تعرف برسالة الحقوق. والباب الثالث في الشعر وهو فصلان: أولهما في الشعر الذي نحله الشيعة بعض أوليائهم وأعدائهم، كعلي وأبي طالب ومعاوية وعمر ويزيد بن معاوية والوليد بن يزيد؛ وثانيهما في الشعر الذي قاله شعراء الشيعة في التشيع، وأغراض هذا الشعر: