للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البَريدُ الأدبيّ

من الدكتور عزام

يا أخي صاحب الرسالة

السلام عليكم

كتبت مقالي الأول عن الصوفية آملاً أن أتابع الكتابة في هذا الموضوع الجليل، ثم قضت أمور أستأنف سفري إلى بغداد الذي أزمعته منذ شهرين. فإن انفسح الوقت أرسلت مقالاتي من دار السلام، وإلا فموعدنا العودة القريبة إن شاء الله. وفي مأثور كلام الصوفية: (الصوفي ابن الوقت). وفي هذا يقول جلال الدين:

صوفي ابن الوقت باشد أي رفيق ... نسيت فرد اكفته أزشرط طريق

(يا رفيقي، الصوفي ابن الوقت، ... وليس من شرط الطريق أن تقول غدا)

فنسأل الله أن ييسر لنا الأوقات ويهيئ لنا خيرها والسلام. . .

عبد الوهاب عزام

آفة أدبية فأين أطباؤها؟

أحسن الأستاذ الفاضل طه الراوي في إزالة ذلك الوهم الشائع من نسبة موشَّحة مشهورة إلى ابن المعتز؛ في حين أنها من آثار أحد شعراء الأندلسيين. . . ومثل هذا الوهم كثير الورود في الأدب العربي، ولقد تغاضى عنه الرواة، واستساغه الأدباء على مختلف العصور، حتى اصبح آفة لا مخلص للأدب منها؛ وهي آفة تفرّد بها أدبنا العربي دون آداب الأمم جميعاً؛ ولم تمنعها شهرة بعض شعرائنا وجريان قولهم على الألسنة من أن تحرمهم ثمار بعض هذه الآثار التي كفلت لأسمائهم الخلود.

فهذا أبو تمام يصف الخمر في إحدى مدائحه بقوله:

يخفي الزجاجةَ لونُها فكأنها ... في الكف قائمة بغير إناء

ولها نسيم كالرياض تنفستْ ... في أوجُه الأرواح بالأنداء

. . . ثم نجد البيتين بنصهما في قصيدة للبحتري؛ فما ندري أنلوم الشاعر على تجرِّيه أم نلوم جامع ديوانه قَّلة تحرِّية. . . والأبيات المشهورة التي أولها:

<<  <  ج:
ص:  >  >>