للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[المسرح والسينما]

المسرح المصري

في خدمة العقيدة الوطنية

للأستاذ زكي طليمات

يختلف شيوخ الأدب وأئمة الفن في رسالة الأدب والفنون فيما يجب أن تهدف إليه في جوهرها

فبينما يقرر بعضهم، أنه واجب أن تكون رسالة الأدب والفن طليقة حرة غير مفيدة بهدف معين أو غاية مرسومة. أي أن تكون رسالته لمجرد الأدب والفن، إشراقات تصفي الذوق وتصقل الروح. وتنمي حاسة إدراك الجمال. وسبحات في آفاق المعاني والخيال المشتهي. ولمعات ترقي بالنفس إلى أعلى مدارك النور. . .

بينما يقررون هذا، يهب بعضهم الآخر يدعو إلى أن رسالة الأدب لابد أن تكون أولا وأخيرا لمعالجة ما يشغل أذهان الناس تبعا لمشكلات حياتهم. ولتناول ما يعنيهم في كفاحهم مع العناصر التي تحيط بهم. ابتغاء تيسير أسباب الحياة الاجتماعية في ناحيتها الإيجابية، ومعاونة الشعوب على التقدم والارتقاء.

ثم هم يقررون فوق هذا، أن رسالة الأدب إذا انحرفت عن هذا فما أتفهها رسالة وما أقلها منفعة.

ولسنا في هذا المقام لنصرة فريق على الآخر. فللفريق الأول الذين يعيشون في (أبراج عاجية) إذا فرضت عليه القيود في مباعث إلهامه وفي مواطن وحيه، خرج نتاجه ضحلا قلقا قريب الغور، وقلما يكتب له البقاء والخلود، لارتباطه في جوهره بفكرة قد تتغير مع الزمن، أو بحالة ليس لها من البقاء إلا مدى حياة الأزياء المتقلبة والطقوس العابرة.

وللفريق الآخر بدوره ما يؤيد ما يذهب إليه، إذ لابد، لكي يكون الأدب حيا، أن يخاطب ما يعصف بأذهان الناس، وأن يعمل على معاونتهم في معترك الحياة الواقعية، وأن يشاركهم في نضالهم مع ما ينزل بهم من أحداث.

وفي نظرنا، أن الأدب أو الفن، إنما هو هزة وانفعال بتأثير ما يدخل على النفس، وأن

<<  <  ج:
ص:  >  >>