للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

الأستاذ العقاد في السودان

لا يزال الأستاذ الجليل عباس محمود العقاد منذ نزل الخرطوم موضع

التكريم والتجلة من أهله. وللسودان الكريم أريحية للأدب ورجاله هي

نصيب المصرية منه وسر العروبة فيه. وقد تعشت الروح الأدبية في

القطر الشقيق بزيارة الأستاذ له؛ فحفلت الأندية، ونشطت الصحافة،

وكثرت المآدب، وافتنت الأحاديث، وتلاقت الآراء، وتجاوبت المشاعر،

وبان من كل أولئك فضل الأدب على السياسة والاقتصاد في إبلاغ

الرسالة وإحسان السفارة؛ لأن رجال الأدب هم أهل الرأي والتوجيه،

فليس بعد اتفاقهم خلاف، ولا بعد اهتدائهم حيرة. وقد نشرنا في هذا

العدد أولى رسائل الأستاذ من الخرطوم؛ وستكون هذه الرسائل ولا

شك طُرفاً من الأدب الرفيع كان يتمناها قراء الرسالة وأصدقاء

السودان وعشاق الأدب. ومن طرائف هذه الرحلة المباركة أن العقاد

أرسل إلى جريدة النيل هذه الأبيات تحت هذا عنوان:

من جزيرة القاهرة إلى مقرن الخرطوم

تفسير حلمي بالجزير ... ة وقفتي في المقرن

حلمان حظهما خيا ... لاً دون حظ الأعين

ما دمت بينهما فما ... أنا سائل عن مسكني

وإذا التذكر عاد بي ... عطف الجديدُ فردني

يا جيرة (النيل) المبا ... رك، كل نيل موطني

وله سمىُّ في الصحا ... فة معرب لم يلحن

حييت فيه سميه ... وحمدت فيه مأمني

<<  <  ج:
ص:  >  >>