يا أهل مصر، اثبتوا على جهادكم، فإنا جميعاً معكم. قضيتكم قضيتنا، وعدوكم عدونا. ما ضرنا أن تفرق بيننا الحدود على الأرض، والألوان على المصور، ما دام يجمعنا الإسلام، وتوحد بيننا العروبة، وتربطنا الآلام والآمال، وذكر الماضي، وأماني المستقبل. فنحن الاخوة، تعددت بيننا المنازل؛ ولكن الدم بجمع الاخوة جميعاً، والجب والمنشأ والمصير. ومصر أختنا الكبرى، فلئن خذلنا مصر، إنا إذن لشر أخوة في الدنيا.
وما نسينا، والله يا أهل مصر، وموقفكم منا يوم عدا العادون من بني السين، دعاة الحرية. . وأحفاد من نادوا بحقوق الإنسان. . على جمهوريتنا وبرلماننا، وحريتنا في أوطاننا، أفتروننا نقعد عن نصرتكم وقد عدا عليكم العادون من أبناء التايمس، أدعياء الديمقراطية. وأبناء من (ابتدعوا) البرلمان!
فأين إذن، حقوق الأخوة، وأين واجبات الوفاء؟
أننام على فرش الأمن، وننعم بالدعة والخفض، ونشرب العذب من يردى، ونؤم الضاحي من سفوح قاسيون، نلهو ونتمتع، وإخواننا على حفا في النيل، وجوانب القناة، يخوضون اللهب، ويقحمون الحديد؟ وإخواننا هناك تهد بيوتهم، ويصرع فتيانهم، ويعتدي عليهم في أوطانهم؟
لا والله، ولكن تألم إن ألموا، ونجزع إن جرعوا، ونخوضها حمراء عابسة الوجه، يرقص فيها الموت، إن دعتنا إلى خوضها الأخوة، ونادانا الجذم والدين والسان، ولا منة لنا ولا فضل.
ولن نعيد مأساة فلسطين!
لن نعيدها. حلفنا وأيدينا مغموسة بدماء شهدائنا الذين أرادتهم المعركة مع اليهود، ونسائنا اللاتي بقرب بطونهن أكف يعود، وأطفالنا الذين ذبحهم أيدي يهودا!.
حلفنالنثأرن لهم، ولن ندع مأساة كمأساة فلسطين تمثل في ديارنا، بتخاذلنا وانقسامنا، واستسلامنا لخدع أعدائنا: الإنكليز وأحلاف الإنكليز.
نهضنا لنصر مصر على قدم واحدة، اجتمعنا على ذلك على اختلاف الأحزاب والمذهب