للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[٨ - قصة المكروب]

كيف كشفه رجاله

ترجمة الدكتور أحمد زكي

وكيل كلية العلوم

اسبلنزاني

ختام حديثه

هدم اسبلنزاني نظرية نيدم التي تقول بأن الأحياء قد تخرج من لا شيء، قد تخرج من غير آباء وأمهات واحتال على السلطات فمنحته إجازة ونفقة ليسوح في الشرق، فكرمه الشرق وأكرمه، وعاد فتلقاه إمبراطوره، إمبراطور النمسا، فبلغ بذلك ذروة مجده، فأسكرته خمرة الساعة وقال: (ما أحلى تحقق الأحلام)

- ٦ -

ولكن بينما كان اسبلنزاني في سياحته المجيدة، يتنقل بين البلدان تنقل الفاتح، وتستقبله العواصم استقبالها القائد المنتصر، كانت تتجمع في جامعة بافيا حول اسمه سحابة سوداء. نعم في جامعة بافيا نفسها، تلك الجامعة التي صنع لها ما صنع ليعيد إليها الحياة. فأن أساتذتها الإجلاء ظلوا زمانا ينظرون إلى طلبتهم تعزف عن دروسهم إلى دروسه، وتتفرق عنهم لتتجمع حوله، فنال الحقد منهم، فسنوا سكاكينهم، وشحذوا خناجرهم، واصطبروا يرقبون الفرصة حتى أمكنت.

جاء اسبلنزاني إلى متحف بافيا فوجده خاليا، فقام يجمع له التحف وينتقي له من أحضان الطبيعة كل نادر معجب، فاحتمل المتاعب، ولقي المصاعب، وواجه الأخطار، حتى جعل المتحف حديث أوربا كلها. ولكنه كذلك جمع لنفسه بعض الشيء، وحفظ ما جمع في بيته العتيق باسكنديانو. فذات يوم ذهب القسيس فولتا إلى اسكانديانون وكان من أعدائه وحساده، فاحتال حتى دخل منزله وتسلل منه إلى متحفه الخاص، وأخذ يشمشم في أركانه، وإذا بابتسامة للشر سوداء تعلو شفتيه، فانه وجد بهذا الركن وعاء، وبهذا طائرا، وبذلك

<<  <  ج:
ص:  >  >>