من أنباء الهند الأخيرة أنه أقيمت في جميع المدن حفلات لتكريم الشاعر الفيلسوف الهندي الكبير السير محمد إقبال بمناسبة عيد ميلاده (٩ يناير) وألقيت في هذه الحفلات الخطب والقصائد في نواحي شعره واستعراض مناقبه وخلاله. واشترك فيها كبار الكتاب والشعراء الهنود من كل الطوائف
وكانت أهم تلك الحفلات في بلدة حيدر آباد، حيث رأس الحفلة حضرة صاحب السمو أعظم جاه ولي عهد مملكة حيدر آباد وفي بلدة لاهور حاضرة إقليم بنجاب حيث يقطن الشاعر، فرأس فيها الحفلة الأولى السر كوكل شند نارنج (وهو عالم هندوكي كبير)؛ وألقى فيها عقب تلاوة القرآن الأستاذ يوسف سليم شستي، والعلامة الفاضل عبد الله يوسف علي، والدكتور شكرورتي (وهو عالم هندوكي كبير وأستاذ بكلية بلاهور) والأستاذ كورشرن سنج (وهو عالم كبير من اتباع ديانة سيخ وأستاذ في كليتهم المسماة (خالصة كالج) بلاهور) والسيد بشير أحمد، والأستاذ السيد نذير نيازي محاضراتهم القيمة. ثم تلاهم حضرات الشعراء نور محمد، وجلال الدين، وحامد علي خان، فألقوا قصائدهم. ورأس الحفلة الثانية والثالثة حضرة صاحب العزة السير عبد القادر، وألقى فيها حضرات الشعراء أسلم جيراجيوري (وهو أستاذ بالجامعة الملية الإسلامية بدهلي)، والأستاذ سراج الحق، والأستاذ خوشي محمد قصائدهم الرائعة. وألقى كذلك الأستاذ خواجه غلام السيديْن عميد الجامعة الإسلامية بعليكره محاضرة قيمة، كما ألقى الدكتور محمد دين تأثير محاضراته العلمية في شعره وألقى الشاعر حفيظ هوشيار يوري قصيدته الرائعة فنالت استحسان الجميع
وخلاصة ما قال الخطباء، هو أن السير إقبال يعتبر اليوم بتمكنه من الشعر والفلسفة في الشرق والغرب ذهناً عالمياً، وداعية وطنياً عظيما يعمل على إزالة الفوارق الجنسية والطائفية؛ وهو اليوم في طليعة زعماء الشعر الأوردي والفارسي معاً؛ وقد ذاعت شهرته منذ سنة ١٩٠٨ كشاعر عميق الفكرة وترجم ديوانه الفارسي (أسراري خودي)(أسرار النفس) إلى الإنكليزية بعناية المستشرق المعروف الأستاذ نيكلسون؛ والسير إقبال سليل