في ختام كل عام دراسي، تقترن بنتائج الامتحانات العامة صيحة تنادي بوجوب إنصاف الطلبة، حين يقدر الممتحنون الدراجات على الإجابة، أو بضرورة الرفق بحال الطالب لأسباب تبسط من أمثلتها صعوبة الأسئلة، أو ملابسات أحاطت بالطلبة ينبغي وزن آثارها في استذكارهم!
وفي مستهل كل عام دراسي ينادي الناس بوجوب فتح أبواب الكليات لجميع من يطلبون الالتحاق بها، حرصاً على مستقبلهم وتوطيداً لأركان التعليم الجامعي، أو استجابة لأسباب أخرى!
وقد روت إحدى الصحف اليومية - في معرض المباهاة والاغتباط - أن الذين طلبوا الالتحاق بالكلية الحربية بلغ عددهم حوالي الألفين. ثم عقبت الصحيفة على هذه الراوية بأن مدلولها يبرهن على أن الروح العسكرية قد أصبحت تملأ نفوس طلبتنا، بعد أن كان الالتحاق بالجندية أمراً لا يرتاح إليه الكثيرون منذ عهد غير بعيد
وثمة أنباء أخرى عن حركة الكليات وكثرة طلاب الالتحاق بها، وعن الجهد الذي يبذله المشرفون على التعليم، والقائمون على شؤون الجامعة في سبيل تيسير التحاق الطلبة بالكليات، وخاصة بعد أن وسع جامعة فاروق الأول في الإسكندرية أن تقبل ما يزيد على حاجة جامعة فؤاد الأول في القاهرة
وما من ريب في أن اطراد الزيادة في طلاب الالتحاق بالكليات والمعاهد أمر جدير بأن يقابل بالارتياح حقا من الوجهة النظرية
أما من الجهة العملية، فإن من بواعث الأسف حقا، أن يتبن أن طلاب الالتحاق بالكلية الحربية، لا يصدرون في طلبهم هذا عن رغبة صادقة في الجندية وفي المساهمة في ذلك الجهد الوطني الأول - وهو الدفاع عن البلاد بالتضحية بالذات وهو أعز ما يملك الإنسان - وإنما وجهتهم في هذا الطلب، أن يكفلوا لأنفسهم مستقبلاً ثابت الدعائم موفور الرزق والترقية المطردة، بأن يعين الطالب حين يتخرج من غير شفاعة شفيع ولا وساطة وسيط، وبأن يرقى سلم الترقي، فيبلغ أعلى رتب الجيش وهي الآن (الفريق)، وفي المستقبل غير