للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أبو بكر الرازي]

للأستاذ قدري حافظ طوقان

(لقد خصصت جامعة برنسيون في أمريكا أفخم ناحية في

أجمل أبنيتها لمآثر علم من أعلام الحضارة الخالدين - الرازي

-)

الرازي حجة الطب في أوربا حتى القرن السابع عشر للميلاد. ويعده معاصروه طبيب المسلمين غير مدافع. ظهر في منتصف القرن التاسع للميلاد وأشتهر في الطب والكيمياء والجمع بينهما. وهو بنظر المؤرخين من أعظم أطباء القرون الوسطى كما يعتبره غير واحد أنه أبوالطب العربي. قال عنه صاحب الفهرست، (. . . كان الرازي أوحد دهره وفريد عصره، قد جمع المعرفة بعلوم القدماء، سيما الطب. . .) وسماه ابنأبيأصيبعة بجالينوس العرب.

ولقد عرف الخليفة العباسي عضد الدولة مقامه، ورأى أنه يستغل مواهبه ونبوغه، فاستشاره عند بناء البيمارستان العضدي في بغداد في الموضع الذي يجب أن يبنى فيه، وقد سار الرازي في تعيين المكان على طريقة مبتكرة يتحدث بها الأطباء هي محل إعجابهم وتقديرهم. وضع الرازي قطعاً من اللحم في أنحاء مختلفة من بغداد ولاحظ سرعة سير التعفن، وبذلك تحقق من المكان الصحي المناسب لبناء المستشفى، وأراد عضد الدولة أن يكون في هذا المستشفى جماعة من أفاضل الأطباء وأعيانهم فأمر أن يحضروا قائمة بأسماء الأطباء المشهورين فكانوا يزيدون على المائة فاختار منهم خمسين بحسب ما وصل إلى علمه من مهارتهم وبراعتهم في صناعة الطب، فكان الرازي منهم؛ ثم اقتصر من هؤلاء على عشرة فكان الرازي منهم، ثم اختار من العشرة ثلاثة فكان أحدهم، ثم أنه ميز فيما بينهم فبان له أن الرازي أفضلهم فجعله مديراً للبيمارستان العضدي.

وكذلك اعترف بفضله الغربيون وعلماء أمريكا وجامعاتها. ومما يدل على تقديرهم للطب العربي ورجاله اهتمام جامعة برنستون بالحضارة الإسلامية؛ فقد خصصت أفخم ناحية في أبنيتها لمآثر علم من أعلام الحضارة الخالدين - الرازي - كما أنشأت داراً لتدريس العلوم

<<  <  ج:
ص:  >  >>