الجمل أخباراً مصدرها عمر بن شبة، يظهر منها أن هذا المؤرخ كان قد ألف كتاباً في معركة الجمل، أو أنه روى للطبري كتاب شيخه المدائني وهو كتابه الذي قيل له (كتاب الجمل). ويظهر أيضاً أن عمر بن شبة قد استفاد من كتب المدائني في تأليف كتبه. وأنه كان لتوجيهه أثر كبير في طريقة عمر في التاريخ.
وكان في جملة مشايخ عمر جماعة من جهابذة الأدباء، مثل عبد الملك بن قريب الأصمعي المتوفى بين سنتي ٢١٥و٢١٧ للهجرة. من كبار علماء البصرة ومن المقربين للخلفاء، وصاحب علم غزير في اللغة والأدب والنحو والأخبار. ومثل محمد بن سلام الجمحي المتوفى سنة ٢٣١ أو ٢٣٢ للهجرة. كما أخذ من جماعة من كبار رجال الحديث. وقد روي عنه عدد من مشاهير رجال الأدب والأخبار مثل أحمد بن يحيى ثعلب العالم النحوي الشهير. وأحمد بن يحيى البلاذري، والطبري، وغيرهم فضلاً عن عدد آخر نقل من كتب هذا المؤرخ الذي يمثل طريقة أهل البصرة في رواية الأخبار. أما أحمد بن عمر بن شبة أبوطاهر فقد كان شاعراً ظريفاً مجيداً راوية ولكنه لم يكن مؤلفاً ومؤرخاً على شاكلة أبيه. لقد ورث كتب أبيه، ولكنه باعها إلى علي بن يحيى أبي الحسن، وقد ضاعت مع الأسف ولم يبق منها غير القليل.