للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الشلوك]

عمالقة السود واكثر الهمج وحشية

للرحالة الكبير الأستاذ محمد ثابت

الشلوك طائفة من الزنج تحتل قسما من منطقة السدود في أعالي النيل ويحكمهم ملك يسمى ولا يزالون يتعقبون ملوكهم إلى الجد السادس والعشرين ودولة هذا الـ أو كما يلقبونه تمتد غرب النيل بين كاكا وتونجا وشرق النيل من جنوب كودوك إلى التوفيقية وعلى ضفتي السوباط الأولى ولهم نحو ١٣٠٠ قرية من أكواخ مخروطية من القش والطين يسكنها نحو أربعين ألفاً. وهم خاضعون تماما لملكهم الذي يبلغه الجواسيس كل أمر جل أو صغر أولاً بأول، ومن أقصى حدود بلاده إلى مركزه المختار في قاشودة على بعد ستة أميال من كودوك. وهم معروفون بالقوام السمهري وبطول السوق وبروز عضلاتهم، جلدهم لامع براق والمقاتل منهم لا يرى خارج كوخه بدون حربته الطويلة ذات السن العريض. ومعها حربتان قصيرتان (ولا يحملون الأقواس والسهام) وسلاح من خشب كأنه الوتد مدبب الطرف ويستخدمون صحافا بعضها من خشب مستدير والبعض من جلد فرس الماء.

وأخص ما يسترعي النظر شعور الرجال التي يرسلونها تنمو ثم يشكلونها أشكالا غريبة بعد أن تبطن بروث البقر. أما النساء فيحلقن مقدم الجمجمة ويتركن شعراً قصيراً جداً في مؤخرها فتبدو المرأة كأنها صلعاء. ويتعهد شعر الرجال (حلاق) عمله محترم لديهم يتوارثه عن أجداده وهو في شهرته ومقامه يلي الرماة والمقاتلة، يأتي الرجل ويجلس أمام كوخ الحلاقة في الشمس المحرقة ويبدأ الرجل غسل الشعر ونفشه ببول البقر ثم يترك مدة في الشمس تناهز نصف ساعة وأنت ترى القمل والحشرات تجري على رقبة الرجل، وأيدي الحلاق والرائحة الكريهة منبعثة منها تعبق في الجو. وخلال ذلك يعد الحلاق المادة التي سيشكل بها الشعر. فيأتي بإناء من فخار ويخلط به بعض الطين والروث والبول والصمغ ويعجنه ثم يبطن به الشعر في مهارة فائقة ثم يجفف في الشمس ويأخذ في قطع زوائد الشعر بمدية حادة ويدهن جسد الرجل ببول البقر الذي يستخدمونه جميعا رجالا ونساء. بعد ذلك يرش فوق الشعر مسحوقا من حرق روث البقر ممزوجا بالثرى ليأخذ الشعر لونه المطلوب. والعادة أن يتعهد الحلاق شعر رجلين معا لكي يعرف كل نظام شعره إذا ما رأى

<<  <  ج:
ص:  >  >>