شعر أخيه ولا تستخدم المرآة عندهم. وأجر هذا العمل شاة أو معزى، ويغلب أن يتعهد الشبان شعرهم هكذا قبل الزواج والحرب وقبل الرقصة الدينية. ولكي لا يفسد نظام الشعر إذا أحس أيلام الهوام التي تتزايد في رأسه كل يوم يضع الحلاق أثناء العملية إبرا من الخشب فتخلف خروقا منها يمكن للرجل أن يحك رأسه بعصي مثلها. وأصعب ما يعانيه الشخص من شعره ليلا إذ ينام على قطعة من خشب يرفعها حاملان وهو لا ينجو من هذا العذاب ولا من عذاب القمل الا إذا مات أحد أفراد العائلة، فعندئذ يجب حلق الرأس وتركها حتى ينمو الشعر ويستأنف تعهده من جديد.
ومما يعانيه شبانهم الاختبار الذي يجوزونه كي يحوزوا لقب المقاتلة في سن الخامسة عشرة فتصحب كل واحد منهم خليلته ويذهب الجميع إلى ضفة النهر، وتمسك كل خليلة برأس صاحبها وتميلها نحو النهر وتأخذ في تشجيعه على أن يحتمل ما سيحل به من ألم. وسرعان ما يجيء طبيب ويشق جبهة الغلام بمدية حادة فلا يجرؤ واحد أن يتأوه وإلا كان خزيا كبيرا، وبعد ذلك تغسل الفتاة الدم في النهر وتنتهي الحفلة. وكل صبية هذا الجيل يلقبون باسم حيوان معين يتخذ شعارهم كالأسد أو الأفعى وما إليها. وكثيرا ما تقطع المدية شريانا فيموت الصبي من كثرة ما يفقده من الدم، والذي يعيش منهم يصبح مساهما في بقر القبيلة ويخول له الحق في الاشتراك في الرقص العام وينظر إليه الجميع نظرهم إلى الرجال. قبيل اجتياز هذا الاختبار يعتبرون أطفالا مفتقرين إلى حماية الرجال وينامون في أكواخ الخدم.
والشلوك أهل مياه وانهار لا عمل لهم سوى الرعي وصيد حيوان السمك فهم يسيرون في المياه بسرعة مدهشة حتى ولو غاصوا فيها إلى أكتافهم. ولا يذبحون ماشيتهم قط بل يستمدون منها اللبن. وبعد ذلك تستخدم بدل النقود في المبادلة وهي لديهم مقدسة ويبتاعون من النوبيين شمالهم الفول السوداني وهو غذاء رئيسي عندهم وقلما يزرعون شيئا، اللهم إلا بعض الذرة والطباق فهم كسالى. وكل عائلة تحل كوخين أو ثلاثة يحوطها سور في جانبه الداخلي إسطبل. البيوت نظيفة تحوي ثلاثة أكواخ واحد للزوج وزوجه والثاني للطبخ والثالث للخدم والأولاد. وأحب مشروباتهم المريسة وزوارقهم جذور منقورة من نخيل، أو أعواد توثق في شكل مجوف يحمله الرجل إذا شاء. والشلوك إذا صادوا فرس الماء حفظوا