لحمه لوقت الحفلات، وإذا صاد أحدهم فرسا بدون مساعدة غيره لبس سوارا من عاج حول ذراعه. وكثيرا ما يهاجمهم وحش كالأسد والفهد فيرديه الواحد منهم بحربته وعندئذ يأخذ جلده ليحفظه ويلبسه في الحفلات ليدل على بسالته.
والشلوك يعيشون في قرى مكتظة عكس أمم الباري والنوير الذين لا تزيد مجموعتهم على عائلة واحدة، فالشلوك لهم نظام عائلي وثيق وقانون موحد لذلك قلما تقتتل شيعهم وكثيرا ما يستعملون السم الذي يلطخون به سهامهم في قتل الغير. وملكهم لا يذوق طعاما ولا شرابا إلا بعد أن يتناول من أحد تابعيه قبلة. أما زينتهم فعقود من خرز ملون تلبس صفوفا بعضها فوق بعض وقد تغطي الرقبة كلها وقسما من الصدر، وهي دليل الغنى والجاه ويلبسها الرجال أيضا. واللون الأزرق عندهم بشير الحظ السعيد لذلك يلبسه الأطفال فكلما كثر الخرز دل على جاه أبويه. وبعض الشبان يلبسون سوارا في الساعد والعقب، وهذا يدل على أنهم قتلوا من الحيوان أسداً أو فهدا أو فيلا. والطبخ والزراعة أو الخزف والمريسة وحمل المياه من عمل النساء. أما الرجال فلا يصح لهم أن يقوموا بهذه الأعمال المهينة إلا إذا طعنوا في السن. ولعمل المريسة يوضع بعض الذرة في سلة مع مسحوق من روث البقر والثرى وكلها توضع في ماء راكد لمدة أسبوع حتى تتخمر، ثم تنقل إلى جرة من فخار وتغلى في الماء ويؤخذ السائل العلوي ويبرد ثم يشرب، وكلما نضبت أضيف الماء إليها وأعيد غليها وهكذا وهذا الخمر قوي مسكر.
ويخال بعض الناس خطأ أن اللحم أهم غذاء لديهم على أنهم لا يأكلون إلا لحوم السمك وأفراس الماء، أما لحوم البقر فلا تؤكل إلا في الحفلات. ومن أطعمتهم المحبوبة خليط من مسحوق الفول السوداني والذرة والسمك النيئ تطهى في جرة من فخار، وكذلك لحم فرس الماء يمزج بالفول السوداني وعشب اسمه صفصاف. وتكثر حفلات الرقص بعد شرب المريسة في الليالي القمرية خصوصا ليلة البدر وكلهم يرقصون والحراب في أيديهم، وقد لعب الخمر بلبهم ويقرع القوم طبولهم المزعجة وسط القرية التي تتجمع بيوتها في شكل دائرة تتوسطها ردهة فسيحة والطبول تقرع من وسطها في باكورة الصباح إعلانا للناس بأن حفلة الرقص ستقام الليلة. وكلما اختلفت قرعات الطبول اختلفت حركات الرقص ودلت على الغرض منه أهو للمطر أم الحرب أم الدين أم الفتيات أم الموت ورقصة