ناظر مدرسة التعاون الإنساني الثانوية بدمنهور ٢٠٦ صفحة من القطع الكبير. . الثمن ٥٠ قرشا.
للأستاذ عبد القادر حميدة
قبل أن أتناول الحديث عن هذا المؤلف الذي بين يدي. . يجدر بي أن أتحدث قليلا عن البلد لا بنى يقدم بين الفينة والفينة شاعرا عبقريا. . أو ناثرا فذا. . أو عالما جليلا. . أو رساما راسخا. . أو زجالا بارعا. . منهم من أتيحت له الفرصة فخرج بفنه على الناس. . ومنهم من تصدت له يد القدر فحجبت إنتاجه عن أعين الناظرين. .
وذلك البلد أعني به دمنهور. . دمنهور التي أهدت إلى دولة الشعر - بالأمس القريب - زعيما من أقدر زعمائه. . وقائدا من أبر قادته. . أهدت المرحوم أحمد محرم. . إلى قراءة العربية عامة. . ومتذوقي الشعر خاصة. . فوثب وثبته. . وصال صولته. . فاتجهت نحوه الأبصار. . وكانت بمثابة الأشعة النفاذة. . كشفت خبايا نفسه. . وأظهرت معالم أعماقه. . فبدت إنسانيته الرائعة تتجلى بها فرائد نظمه. . وليس لدي ما أقوله عنه أبلغ مما قاله هو في نفسه من قصيدة يخاطب فيها أمه التي كانت تحاول أن تصرفه عن النظم.
أماه لولا الشعر أنظم دره ... ما كان لي هذا الثناء الطيب
سارت قصائده فأشرق مشرق ... بسنا كواكبه وأغرب مغرب
هذا لساني ما يفل حسامه ... إن فل في الروع الحسام الأشطب
كم شاعر ذرب المقالة غالب ... غادرته في القوم وهو مغلب
تلك هي سطور في أحمد محرم. . أو أحمد محرم في سطور. . وسأتناول البحث والاستقصاء عنه في مقال خاص منفرد - في القريب - على صفحات الرسالة الزاهرة. . رحمه الله وحيا دمنهور التي أنجبته. . وأهدت غيره من الشعراء أمثال: محمد محمود زيتون، إبراهيم محمد نجا - أبو النصر عبد الرحمن (شاعر الزعيم) - علي قضيب.