وحوريس ليس إلا الشباب، يعيد الحياة إلى ماضيه الميت. نعم هو الشباب الذي يكون أباه الوطن. وقد أعطاه بالفعل عيونا يرى بها غابره العظيم في حريته، وحاضره الذليل في قيود الغرباء، وآذاناً يسمع بها ضحكات السخرية من أفواه الجبناء الذين جاءوا يستغلون رقاده ويستلبون خيراته. كما أعطاه أقداما يسير بها كي يثبت لهم أنه حي، وأيدياً يعمل بها على تشييد الصرح المهدوم. إن أعضاء الوطن صحيحة لم ينقص منها عضو. وهاهو ذا جسده يتحرك وينمو، والدم يجري في شرايينه. والشباب على رأسه يصيح: (إن لك دائما