عرضنا في المقال السابق نظرية تقسيم الأسرة البشرية إلى أجناس رئيسية، والمميزات الجسمية العامة لكل منها. وقلنا: إن وجود هذه الفروق الجسمية بين الأجناس لا يستلزم بالضرورة وجود فروق عقلية بينها، فقد يتساوى اثنان في نسبة الذكاء، ويختلفان في الصفات الجسمية الجنسية بأن يكون أحدهما زنجياً والآخر أوربياً (قوقازياً)
والتاريخ والواقع يثبتان أن النقاوة الجنسية لا توجد إلا بين جماعات منعزلة بحكم الطبيعة أو الاجتماع. فأمريكا خليط من كل الأجناس، وآسيا الصغرى تواردت عليها أجناس مختلفة. ومصر غزاها الهكسوس والفرس والإغريق والرومان والعرب والترك والفرنسيون، وامتزجت هذه الدماء قليلاً أو كثيراً بدم السكان الأصليين. وإذاً، فقد انمحت إلى حد ما خواص الأجناس البشرية الرئيسية، ولم يعد لعلماء النفس مجال للبحث العلمي التجريبي على أساس الجنسية، اللهم إلا بين بعض الجماعات التي لا تزال تحتفظ بنقاوتها نسبياً كزنوج أمريكا والهنود الحمر
تعرض الأستاذ وَدْوِرْث بإيجاز لموضوع الفروق الذكائية بين الأجناس في كتابه:(دراسة الحياة العقلية). وكان في كل ما كتبه عن هذا الموضوع حريصاً حرص العلماء المدققين. وهو يحدثنا أن تجارب (أجريت) في ولاية (أُكلاهوما) بأمريكا الشمالية على تلاميذ المدارس الأولية الريفية ببعض المدن الصغيرة. وكان هؤلاء التلاميذ يمثلون ثلاثة أنواع جنسية وهي: هنود حمر خلَّص، وأمريكيون خلص، وخليط من الدمين الهندي الأحمر والأمريكي. وقد اختبُرَ ذكاء ثلاثمائة تلميذ من النوع الأول، وأربعمائة من النوع الثاني، وثلاثمائة من النوع الثالث. واستعملت في هذه التجارب (المقاييس الجمعية) النتيجة ما يأتي:
الهنود الحمر الخلَّص: متوسط نسبة الذكاء ٧٣
الأمريكان الخلص: متوسط نسبة الذكاء ١٠٠
الخليط منهما: متوسط نسبة الذكاء ٩١
والمتأمل في هذه النتيجة يرى أن نسبة ذكاء الهنود الحمر الخلص أقل بكثير من نسبة