للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[صاحب النحلة السنانية]

رسالته، دهاؤه، بيانه

لأستاذ جليل

ذكر العلامة الأستاذ محمد كرد علي مقاله المحقق: (ابن العديم وتآليفه) في (الرسالة) الغراء - الجزء ٢٢٠ في ١٤ رجب ٥٦ - سنانا الإسماعيلي (صاحب النحلة السنانية أو الحشيشية) وروى أبياتاً من شعره، وأشار إلى رسالته إلى السلطان صلاح الدين. وقد رأيت أن أنشر تلك الرسالة الأنيقة لنفاستها، وقد نقلت - كما قال ابن خلكان - من خط (القاضي الفاضل) وما قولك في شيء يعجب عبد الرحيم البيساني فينسخه بنفسه؟ ثم أورِدُ ما أملاه صاحب (شذرات الذهب) من أنباء سنان هذا وفيه حديث عجيب في الكيد أو الدهاء ما بلغ دهاة مناكير مبلغه، ولا سمع السامعون شبهه. ثم أروي (بياناً) لسنان إلى جماعته لجلالة قيمته في تاريخ النحل وقد عثر عليه العرباني (م. ستان جوارد) ونقله إلى الفرنسية. و (البيان) يبين لنا أن (أبا الحسن راشد الدين) قد ادعى دعوى الجماعة في الألوهية أو حاولها، ولم يشأ أن يحتكرها في القاهرة محتكرون، ويستبد بها فاطميون - كما يقولون - أو عبيديون، وهو قد عرف من (أسرار الدعوة. . .) ما عرفوه. . . وما حل في مصر حل مثله في الشام. . .

الرسالة

يا للرجال لأمر هال مُفظِعهُ ... ما مر قط على سمعي توقّعهُ

قام الحمام إلى البازي يهدده ... وكشّرت لأسود الغاب أضبعه

أضحى يسد فم الأفعى بإصبعه ... يكفيه ما قد تلاقي منه إصبعه

يا ذا الذي بقراع السيف هددني ... لا قام مصرع جنبي حين تصرعه

إنا منحناك عمرا كي تعيش به ... فإن رضيت وإلا سوف ننزعه

وقفنا على تفاصيله وجمله، وعلمنا ما هددنا به من قوله وعمله، فيا لله للعجب من ذبابة تطن في أذن فيل، وبعوضة تعد في التماثيل. ولقد قالها من قبلك قوم آخرون فدمرنا عليهم وما كان لهم من ناصرين. أو للحق تدحضون، وللباطل تنصرون (وسيَعْلمُ الذين ظلموا أَيَّ

<<  <  ج:
ص:  >  >>