ونعود إلى الكلام على الباب فنقول: إن القلقشندي قال (صبح الأعشى ٤٧٢: ٥): (الباب بباءين موحدتين مفخمتين في اللفظ. وهو لقب على القائم بأمور دين النصارى الملكانية (أي الكاثوليك) بمدينة رومية. . . وأصله البابا بزيادة ألف في آخره، والكتاب يثبتونها في بعض المواضع ويحذفونها في بعض، وربما قيل فيه الباب ' بإبدال الألف هاء، وهي لفظة رومية (أي لاتينية) معناها أبو الآباء. . .) انتهى المطلوب من إيراده
وقال ابن رُستَه في كتابه الأعلاق النفيسة ص١٤٨ من طبعة الإفرنج:(مدينة الرومية وهي مدينة يدير أمرها ملك يقال له الباب)
وفي نزهة المشتاق للإدريسي ما هذا نصه (٧٤): (وفي مدينة رومة قصر الملك المسمى البابة، وليس فوق البابة فوق في القدر والملوك دونه)
وجاء في تقويم البلدان لأبي الفداء في مادة رومية:(وهي مدينة مشهورة، ومقر خليفة النصارى المسمى الباب). وقال في أهل بيزة:(وليس لهم ملك؛ وإنما مرجعهم إلى الباب خليفة النصارى)
وذكر ابن الوردي في كتابه خريدة العجائب طبعة مصر سنة ١٣٠٠ في ص٥٨:(وبها قصر الملك المسمى البابا وهو قصر عظيم أجمع المسافرون على أنه لم يبن مثله على وجه الأرض)
وورد في رحلة ابن بطوطة ذكر البابة فقال (في٤٣٦: ٢ من طبعة باريس): (ويأتي إليها البابة (وهو يريد هنا نائب البابة الذي سماه أبو شامة في كتاب الروضتين في ص١٨٣ من طبعة باريس) مرة في السنة، وإذا كان على مسيرة أربع من البلد يخرج الملك إلى لقائه، ويترجل له، وعند دخوله المدينة يمشي بين يديه على قدميه، ويأتيه صباحاً ومساء للسلام عليه، طول مقامه في القسطنطينة حتى ينصرف). اهـ