للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

مولانا محمد علي:

قرأت ما كتبه الأستاذ سرطاوي في عدد الرسالة ٩٣٨ و٩٣٩ عن مولانا محمد علي، وقد أرتفع به إلى القمة الشامخة التي لم يبلغها غيره من رجالات الإسلام، وأظهره في مظهر المدافع عن الإسلام، الذاب عن حوزته والذائد عن حوضه، فهو يقول بعد كلام طويل ترجم به لحياته:

(لقد بلغ مولانا محمد علي من النجاح شأواً بعيداً قلما بلغه إنسان مثله، بسبب إيمانه العميق بالله، وذلك الإيمان الذي لم تكن لتقوى أعاصير الحياة على زعزعته، والذي كان يزيد في رسوخه ومتانته إدمانه قراءة القرآن والأحاديث المأثورة عن الرسول، والذكريات القومية العميقة الجذور في عواطفه عن مؤسس الحركة الأحمدية، وخشوعه في صلواته التي لا تنقطع لله تعالى. . .

ثم يقول ولعل بساطته التي نسبته إلى حد بعيد، إلى بساطة الأطفال ترجع إلى عمق اتصاله بالأبد وعالم الروح وهو على الأرض. وعلى الرغم من أن مولانا محمد علي يعيش في عالم يضطرب بالخداع والنفاق والغرور والنميمة والأذى، فإنه في أخلاقه كالكتاب المفتوح، يستطيع كل إنسان أن يقرأ فيه من النظر إلى قسمات وجهه كل ما يجيش في عواطفه من شعور السخط والغبطة، وهو كالمرآة الصافية الأديم، يرى الناظر فيها كل ما في تلك النفس العظيمة من استحسان واستنكار، تلك النفس التي لا تعرف الخداع والتضليل والأباطيل. . .

ثم يقول: وبعد فهذه شخصية إسلامية جليلة القدر بعيدة الأثر في خدمة الدين، تعمل أعمال الجبابرة وراء صمت التواضع ليكون العمل خالصاً لوجه الله العظيم.

وسيمر الزمن وتتلفت الأجيال المقبلة من أبناء المسلمين إلى التراث الخالد الذي صنعه مولانا محمد علي لنشر الدين، فتعطيه ما يستحقه من تقدير وتنصفه من الحياة التي لا تسدد النظر في مواكبها إلى الدجالين والمشعوذين، فيخلد مع الخالدين.

والآن وبعد مرور نصف قرن من جهاد مولانا محمد علي على ذلك الجهاد الذي فتح الآفاق الموصدة في وجه رسالة الإسلام الخالدة؛ يقف فوق الحياة بعد أن أشاع في ظلامها النور

<<  <  ج:
ص:  >  >>