للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[زعماء التاريخ:]

مصطفى كمال أتاتورك

للأستاذ عبد الباسط محمد حسن

(لم يكن مصطفى كمال. رجلاً من رجال المصادفة والحظ.

يرفعه إلى البطولة خلو الميدان. ويدفعه إلى الزعامة غباء

الأمة. وإنما كان من الصفوة المختارة الذين يضع الله فيهم

الهداية للقطيع الذي يوشك أن يضل. والحيوية للشعب الذي

يأبى أن يموت. .)

(الزيات بك)

- ١ -

يقال إن التاريخ يخلق العظماء. . . إذ يتيح لهم فرص الزعامة. . . ويمهد لهم سبل العظمة. . . كما يقال إن الزعماء يخلقون التاريخ. . . لأنهم يغيرون اتجاهاته، ويؤثرون في أحداثه. . . ويعملون على تكوينه وخلقه بصورة جديدة. . .

والواقع أن للزعامة أسباباً عامة. . . متصلة بتاريخ الأمة. . . وأسباباً خاصة متصلة بحياة الزعيم، بحيث لا نستطيع أن نرجعها إلى تاريخ الأمة وحده، أو لظروف داخلية معينة. . . كما أن تاريخ الدول - قديمها وحديثها - متأثر بسياستها الداخلية. . . وظروفها الدولية. . . لهذا يتأثر التاريخ بحياة العظماء. . . ولكن العظماء ليسوا كل شيء في تاريخ الدول. . .

وزعماء التاريخ يظهرون في غالب الأحيان. . . حينما تشتد ببلادهم الأزمات. . . ويتعقد الموقف السياسي، ويختل الميزان الاجتماعي والاقتصادي. . . وتنحرف الأمور عن سيرها المستقيم. . . حينئذ يشعر الزعماء بآلام شعوبهم أكثر مما تشعر. . . ويدركون الأخطار المحيطة بهم أكثر مما تدرك. . . ويفكرون التفكير العميق في معرفة أسباب الداء. . . ووصف الدواء. . . ثم يأخذون بيد بلادهم. . . وينيرون أمامها السبيل. . . ويهدونها إلى

<<  <  ج:
ص:  >  >>