للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[فزان بين يدي الأتراك والطليان]

للأستاذ أحمد رمزي بك

إيطاليا تسترد فزان:

حينما يتكلم جراتزياني تنصت السماوات العلا ويفتح الناس آذانهم، إلا أهل فرنسا فهم لا يتركونه من غير أن يناله رذاذ من نقدهم: أنظر إليه يقول: (لا توجد على الأرض دولة بوسعها إن تفخر أنها ختمت حملة استعمارية بالنصر الذي ختمنا به حملتنا على الكفرة وفزان: ليس بوسع الفرنسيين أن يدَّعوا شيئاً من ذلك، بل نؤكد أمام العالم تفوفقنا عليهم رغم الانتقادات التي توجه إلينا من سكان ما وراء الألب (يقصد فرنسا) أو سكان ما وراء المانش (يقصد بريطانيا).

ثم انظر إلى ردهم بعد فتحهم فزان في سنة ١٩٤٣ فيما نشره الفرنسيون بسخريتهم المعروفة:

, ' ,

أنصت إليه في مؤلفه:

يحدثنا عن نفسه:

(ها قد أعطيت الكلمة لتحكيم السيف وإنها لكلمة مقدسة حينما نريد أن نفرض إرادتنا على خصم عنيد؛ إنها مقدسة ولمائة مرة حينما نقذف في وجه الأهالي الوطنيين الذين صمت آذانهم عن سماع أي منطق إلا ما توحيه إليهم عقولهم الهمجية، أولئك لا يقنعهم شيء سوى استعمال القوة تصحبها العدالة).

أرأيتم مثل هذا إلا في عهد قيصر!!!

فهو إذن يشيد بعمل الحكومة الفاشية التي قررت فرض إرادتها باستعمال السلاح يقول أن سياستها تتلخص في جملة واحدة (أصبح من المحتم الخروج من الحالة المبهمة السائدة في المستعمرة وأن تفرض إرادة الحكومة على كل جهة، وأن يكون فرض التسليم والخضوع شرطاً لكل عمل سياسي مع الأهالي، فعلى كل من يباشر أي سلطة حكومية أن يواجه أهل البلاد بهذه الحقيقة التسليم بلا قيد وشرط أو الحرب بلا هوادة).

<<  <  ج:
ص:  >  >>