للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

الشيوعية على حقيقتها

تأليف عمر بك الإسكندري

للأستاذ عبد الحفيظ أبو السعود

مؤلف هذا الكتاب أستاذ قديم، غني عن التعريف به، هو الأستاذ عمر بك الإسكندري، شقيق المرحوم الشيخ أحمد الإسكندري، فقيد العالم العربي والإسلامي على السواء. .

وعمر بك رجل لم يعرف في حياته غير الجد والعمل، والإخلاص والسعي، فأمكنه أن يستفيد من كل لحظة من لحظات حياته، وشغله العلم وجلاله، عن السياسة وسلطانها الغالب، وزخرفها الكاذب.

زاول التدريس شاباً في معاهده الثانوية والعالية، فأقبل على العلم يستزيد منه، وينهل من مناهله، ويغترف من بحاره ما وسعه الاغتراف، فألف التاريخ كتابيه تاريخ مصر إلى الفتح العثماني، وتاريخ مصر من الفتح العثماني إلى العصر الحديث - في وقت لم يكن من السهل التأليف في التاريخ. ثم ارتقى في مناصب التعليم الإدارية، حتى آثر الراحة والهدوء، فطلب إحالته إلى المعاش قبل السن القانونية، فأجيب إلى طلبه. . ولكن المرحوم النقراشي باشا لم يعفه من العمل والجد، فأسند إليه ترجمة كل ما تصل إليه وزارة الداخلية من نشرات خاصة عن الشيوعية - لما يعهده فيه من اقتدار على الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى العربية، وبصيرة بدقائق هاتين اللغتين، فقام بما عهد إليه خير قيام، وكان من نتيجة ذلك هذا الكتاب الذي نقدمه اليوم إلى القراء. .

ولقد ضل كثير من الناس، وبخاصة في مصر - في فهم حقيقة الشيوعية ومبادئها وأغراضها وأهدافها القومية والبعيدة، وطرائق الحكم والمعيشة في البلاد الواقعة تحت سلطانها، واتجاهات أبنائها الفكرية والدينية، والخلقية والاجتماعية، واعتقدوا أنها السبيل إلى الحياة الرخية والمعيشة الراضية السعيدة، التي تصل بالبشرية إلى الغاية المنشودة، والأمل المرجو. . ذلك أن كل ما يعرفه هؤلاء عن الشيوعية أنها تسوى بين الناس جميعاً على اختلاف طبقاتهم في مستوى المعيشة، وانتزاع ثروات الأغنياء، وتوزيعها على

<<  <  ج:
ص:  >  >>