أكتب هذه الكلمة على أثر مشاهدتي لفلم جديد من أفلامنا المصرية، أجمع النقّاد الفنيون على استحسانه، وفاتهم جميعاً أن يشيروا إلى ما أقحم فيه من الرقصات الخليعة التي انتقصت من قدره، وما كان أغناه عنها. وإنني لأعلم إذْ أكتب هذه الكلمة، أنّ وزارة الشؤون الاجتماعية تحاول أن تطهر الفن من الخلاعة التي تسيء إليه، ولكنني أريد أن أسّجل ظاهرة مؤلمة، لشَدّ ما ترمض قلب كل وطني مخلص: تلك هي مجاراة أرباب الفن لشهوات سفلة القوم. وما يجب على الفنان أن ينزل بفنه إلى هذا المستوى الوضيع، فيقدم للعامة ما تتطلَّب ولو كان في ذلك ما ينتقض من قيمته؛ وإنما يجب عليه أن يرفع العامة إلى المستوى الرفيع، فيسمو بهم إلى قمة الفن، ولو كان في ذلك تضحية منه ببعض الشهرة العاجلة والربح الوفير
. . . إنهم يسيئون إلى الفنّ بهذه الرقصات الفاضحة التي لا يصحبها غير فوره الشهوة وطغيان الجسد، إذ ما كان الرقص أداة لإرضاء الشهوة، وما كانت الراقصة أمتوعةً لكل حيواني متهتك. فهلاّ عمل اهل الفنّ - دون تدخلٍ من رجال الحكم - على القضاء التام على الرقص الخليع الذي لا أثر فيه لمعنى الفن؟
(مصر الجديدة)
زكريا إبراهيم
خط المصاحف وقواعد الإملاء
من العقبات التي تعترض المعلمين في مدارس التعليم الأولي - حين يقومون بتعليم القرآن الكريم لتلاميذهم - اختلاف خط المصاحف التي بأيدي هؤلاء التلاميذ، مع ما تعلموه من قواعد القراءة والكتابة، ويؤدي هذا الاختلاف دائماً إلى اللحن والتحريف في الآيات القرآنية، بالرغم من الجهد الكبير الذي ينفقه المعلم في الإرشاد والتصحيح، ولكن هذا الجهد يذهب عبثاً، حين يقرأ التلميذ لنفسه، وحين يستذكر دروسه، وهو بعيد عن معلمه. ولاشك أن عقلية الطفل لا تتسع لإدراك اصطلاحات الضبط التي تختلف عما انطبع في ذهنه من