هذا موضوع كنت قيدته في مذكرتي منذ سنين تحت هذا العنوان (لمن لقب)، وكان هذا بعد أن قرأت في كتاب (الإمامة والسياسة) المنسوب لابن قتيبة وصف عبد الله بن علي ابن عبد الله بن عباس بالسفاح، وتركه وصف أبي العباس به، وهو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس؛ فالأول عم الثاني، وكان والياً على الشام، وهو الذي تولى فيه حرب بني مروان، وسفك فيه ما سفك من دمائهم، ثم أخذت في تحقيق ما رأيته من الاضطراب في ذلك الوصف، ودونت تحقيقاً في مذكرتي على هذا الترتيب:
١ - جاء في ص١٢٧ من كتاب المعارف لأبن قتيبة وصف أبي العباس بالسفاح.
٢ - جاء في تاريخ بغداد ص٤٦ جـ١٠ تلقيبه بالمرتضى والقائم.
٣ - جاء في كتاب (خلاصة الذهب) المسبوك للأربلي ص٤٠ تلقيب أبي العباس بالسفاح والمرتضى والقائم
٤ - جاء في ص٤٧٧ ج٥ من كتاب (صبح الأعشى) للقلقشندي أن الخلف وقع في لقب السفاح، فقيل القائم، وقيل المهتدى، وقيل المرتضى.
٥ - جاء في ص٢٠٧ من تاريخ ابن العبري أن أبا العباس كان رجلاً طويلاً أبيض اللون حسن الوجه، يكره الدماء، ويحامي على أهل البيت.
٦ - قرأت ما كتبه ابن جرير الطبري عن أبي العباس فلم أجد فيه وصف أبي العباس بالسفاح.
٧ - جاء في كتاب (الفاطميون في مصر) للأستاذ حسن إبراهيم حسن أن الأستاذ دي غويه كان يرى أن السفاح معناه الرجل الكثير العطايا أو المناح.
وقد وقفت عند هذا في مذكرتي، وشغلت عن الكتابة في هذا الموضوع بما فيها من الموضوعات الكثيرة، إلى أن قرأت في مجلة (الثقافة) الغراء بعض ما كتبه فيه الأستاذان الجليلان عبد الحميد العبادي وأحمد أمين، فكنت والله كأني فقدت بعض أولادي لأن أفكاري تبلغ عندي منزلة الأولاد، وقد تكون أعز منها عندي، وفي سبيلها يهون علي ما ألاقيه من عنت واضطهاد في هذه الحياة.