يا شباب الوادي! خذوا معاني العظمة في نسقها الأعلى من
سيرة هذا العصامي العظيم. . . . . .
- ١٢ -
وحدث أن كان مولد الحزب الجديد في نفس العام الذي كانت تختار البلاد فيه رئيسا جديداً للولايات، فكان النشاط السياسي بذلك مضاعفاً؛ وأحس الناس جميعاً أن مسألة العبيد قد أصبحت القطب الذي يدور عليه هذا النشاط السياسي فألقوا بالهم إليها على نحو لم تسلف بمثله فترة في تاريخ البلاد
وعرف الحزب الجديد كما أسلفنا باسم الحزب الجمهوري؛ ولقد أخذ الداعون إلى إنشائه ينشرون الدعوة له في كل ولاية؛ وكان أول اجتماع أهلي لهذا الحزب عام ١٨٥٦ في مدينة فيلادليفيا؛ أما عن مذهب الحزب فقد أجتمع أيضاً مرة أول الأمر على فكرة نجملها في العمل على مقاومة انتشار العبيد كما جاء في اتفاقية مسوري؛ وكان هؤلاء الأنصار في الولايات أخلاطاً من الأحزاب الأخرى تراهم وإن اتفقوا على المذهب أو كادوا، لا يزالون مختلفين في الوسيلة.
ولم تك الينوس تلك الولاية التي ينتمي لنكولن إليها بدعاً من الولايات. ولقد دعا أنصار الحزب الجديد فيها إلى اجتماع تمهيدي يتدارسون فيه الأمر ويحددون الغاية ويسددون الوسيلة؛ وأنعقد هذا الاجتماع في مدينة ديكاتور وشهده لنكولن فيمن شهده من رجال السياسة المبرزين؛ وأدلى إليهم بما يرى، وفطن المجتمعون إلى سياسته التي لن يتحول عنها والتي تتلخص في أمرين: مقاومة انتشار العبيد والمحافظة على كيان الاتحاد. . .
ولكن لنكولن لا يزال من الوجهة الرسمية من رجال حزب الهوجز، فهو لم يعلن انفصاله