للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأعلام والروايات]

للأستاذ أحمد رمزي بك

أرى الراية الصفراء يرمي اصطفاقها ... بين أصفرٍ بالراعفات اللهازم

فتستبي فلسطيناً وتجبى جزائراً ... وتملك من يونان أرض الأساحم

إن التاريخ الإسلامي بأكمله لا يزال بكراً لم يدرس بعد الدراسة العلمية الصحيحة. وأغلب ما نشر من الكتب الحديثة عنه هو من قبيل جمع المعلومات وتبويبها ولذلك جاء أكثر ما بيم أيدينا من المطبوعات وهو لا يتعرض لحل مشكلة مشكلات البحث ولا قضى بأمر نهائي في مسألة مستعصاة.

وقد أثير أخيراً في مجلة الرسالة موضوع لون الراية التي أتخذها صلاح الدين لجنوده، واتخاذه اللون الأصفر الذي بقي علماً للأيوبيين ولملوك مصر من دولتي الأتراك والشراكسة.

والكتابة عن موضوع الأعلام وألوانها، قد تكون جزءاً من الكتابة عن أنظمة الجيوش الإسلامية وتقاليدها، وقد تكون جزءاً مما أطلق عليه القدماء اسم ترتيب المملكة ونظام المواكب العظام. . .

ويدخل في ترتيب المملكة نظام الملك وتقاليده وأبهته وقواعد المراسم في الحفلات العامة.

وكل هذه المسائل لم تدرس بعد الدراسة الكافية في الدول الإسلامية ابتداء من عهد الخلفاء الراشدين إلى نهاية الدولة المملوكية أو إلى نهاية الدولة العثمانية، ثم قيام الأسرة العلوية بمصر.

وقد تعرض لمثل هذه الأبحاث المرحوم جورجي زيدان بك في كتابه عن تاريخ التمدن الإسلامي، واعتقد ما أن جاء في هذا الكتاب هو من قبيل جمع المعلومات المتفرقة، لا من قبيل الدراسة العلمية الصحيحة، ولم يصل إلى علمي بعد أن هناك من تعرض لدراسة هذه الأمور دراسة علمية سوى الأستاذ (ماير) بالجامعة العبرية بمدينة القدس الذي أخرج كتاباً عن (الرنوك) فوضع بذلك أساساً علمياً يصح أن يتخذ لزيادة الأبحاث وتطورها ومعرفة أصول الرنوك وألوانها وهو عمل يحتاج إلى عناية وتدقيق وإلمام بالغات الشرقية ومدنيات الشعوب الطورانية ولهجاتها ومقدار تأثرها بمدنيات آسيا وكل هذا لا شك أ، المستقبل كفيل

<<  <  ج:
ص:  >  >>