للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في ضيافة الهلالي باشا]

للدكتور زكي مبارك

كانت جريدة الأهرام نشرت أن جماعة من الوزراء سيزورون المنوفية، وأن منهاج الزيارة شهود اجتماع يعقده النواب والشيوخ في سنتريس، فاستفسرت من حضرة الأستاذ شافعي ألبنا عن المراد من ذلك الاجتماع، فقال إنه للترحيب بالوزراء وهم في الطريق إلى عاصمة المنوفية، وإنما اختيرت سنتريس لأنها الملتقى لبلاد مركز أشمون، ولأنها أول بلد على بحر شبين بعد عبور القناطر الخيرية

قلت لنفسي: إن اسمي يخطر في البال حين تذكر سنتريس، فما الذي يمنع من دعوة وزير المعارف للتفضل بزيارة داري هناك؟

وكان المفهوم عندي أن الدعوة ستقابل بالاعتذار الرفيق، فقد كنت أعرف أن الوقت لا يتسع للزيارات، ولكن الهلالي باشا أعزه الله تقبل دعوتي بأحسن القبول، كأني وجهتها إليه وهو في أسيوط وطن الشهامة والجود

وفي مكتب الوزير دار حديث على الصورة الآتية:

- أهلاً بنابغة سنتريس!

- هذا اللقب لا يكفي يا معالي الوزير في تحيتي

- وكيف؟

- لأن الأستاذ عباس حافظ هو الذي منحني هذا اللقب في مناوشة أدبية، وهو يريد أني نابغة سنتريس فقط، ولست مفكراً عالمياً، كما أريد لنفسي. وللأدباء مسالك تعجز عنها الشياطين!

- كنت أحسب أنك منحت هذا اللقب لكثرة ما تتحدث عن سنتريس

- لو صح هذا لجاز أن أكون أيضاً (نابغة أسيوط) فلي فيها قصائد، وسأنشر عنها كتاباً بعد حين

- أسيوط أوحت إليك أشياء؟

- هي مدينة موحية، ولعلك توافق على أن لشارع الهلالي هناك جاذبية تفوق الوصف، وما دخلت أسيوط إلا جعلته طريقي إلى النيل

<<  <  ج:
ص:  >  >>